حقق نادي ريال مدريد الإسباني إنجازًا غير مسبوق في عالم كرة القدم، حيث أصبح أول نادٍ يتجاوز عائداته المالية مليار يورو في موسم واحد، وذلك خلال موسم 2023-2024. هذا الرقم القياسي يجعله في صدارة ما يعرف بـ "دوري المال" لكرة القدم، حسب تقرير شركة "ديلويت" المتخصصة في التدقيق المالي. يمثل هذا الإنجاز علامة فارقة للنادي الملكي في الساحة الرياضية، ويعكس النمو المستمر في عائداته على مر السنين.
وفقًا للتقرير السنوي، احتل ريال مدريد المركز الأول بعائدات بلغت 1.5 مليار يورو، متقدمًا على مانشستر سيتي بطل الدوري الإنجليزي، الذي جاء في المركز الثاني بعائدات تبلغ 836 مليون يورو، بينما احتل باريس سان جيرمان المركز الثالث بعائدات 806 ملايين يورو. يعد الفارق البالغ 208 ملايين يورو بين ريال مدريد ومانشستر سيتي هو الأكبر الذي سجله تقرير "ديلويت" على الإطلاق.
كان لتجديد ملعب "سانتياغو برنابيو"، المعقل التاريخي لريال مدريد، تأثير كبير على العائدات. فقد ساهم التجديد في مضاعفة الإيرادات الناتجة عن أيام المباريات إلى 248 مليون يورو في الموسم الماضي. إضافة إلى ذلك، حصل النادي على قروض تجاوز مجموعها مليار يورو منذ عام 2018 لتجديد الملعب وتحويله إلى مصدر رئيسي للإيرادات.
توسعت الأنشطة التي يقيمها ملعب "برنابيو" لتشمل عددًا من الفعاليات الثقافية والفنية. لقد شهدت الساحة تنظيم حفلات لمطربين عالميين، مثل نجمة البوب الأميركية تايلور سويفت. كما يستعد الملعب لاستضافة أول مباراة في دوري كرة القدم الأميركية "إن إف إل" مما سيساهم في زيادة العائدات.
على الرغم من النجاحات المتتالية، واجه النادي الملكي بعض التحديات، خصوصًا فيما يتعلق بشكاوى السكان المحليين بشأن الضوضاء الناتجة عن الفعاليات. نتيجة لذلك، تم تعليق استضافة الحفلات الموسيقية مؤقتًا.
على الرغم من ارتفاع إيرادات أيام المباريات بنسبة 11%، لا تزال الإيرادات التجارية تمثل أكبر مصدر للدخل لأندية "دوري المال" للعام الثاني على التوالي، حيث تشكل حوالي 44% من إجمالي الإيرادات. استقرت الإيرادات الناتجة عن حقوق البث عند 4.3 مليارات يورو، إذ استمرت الدوريات الكبرى في تقديم أداء قوي مقارنة بالموسم السابق.
واصلت الأندية الإنجليزية الهيمنة على المراكز العليا في قائمة "دوري المال"، حيث احتلت ستة من أفضل عشرة أندية، وتعتبر مانشستر يونايتد مثالًا بارزًا حيث ارتقى إلى المركز الرابع بعد عودته إلى دوري أبطال أوروبا، بتسجيل 771 مليون يورو.
بينما شهد نادي برشلونة تراجعًا إلى المركز السادس بسبب أعمال التجديد في ملعبه "كامب نو"، مما أجبر النادي على الانتقال إلى ملعب أصغر. بينما نجحت أندية مثل أرسنال وليفربول وتوتنهام وتشلسي الإنجليزية في الحفاظ على مواقعها في المراكز العشرة الأولى، على الرغم من عدم تأهلها إلى دوري أبطال أوروبا.
في ختام هذا السياق، تجسد عائدات ريال مدريد الفائقة نجاحًا لافتًا في إدارة الأعمال الرياضية وتحقيق الاستدامة المالية في عالم كرة القدم.