اختتمت قمة الإبداع الإعلامي للشباب العربي نسختها الثانية يوم أمس في مدينة العلمين الجديدة بجمهورية مصر العربية، بالإعلان عن تبني مبادرة مبتكرة تهدف إلى تحسين بيئة النقاشات على منصات التواصل الاجتماعي. المبادرة التي طرحتها جمعية الصحفيين الإماراتية تحت شعار (#تبليك_بدون_تعليق) تسعى إلى التصدي للتشاحن والإساءات الإلكترونية، وتجنب الانجرار وراء حملات التنمر التي قد تؤدي إلى تفاقم الأزمات الاجتماعية.
تتضمن المبادرة التي أطلقها عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، تشجيع المستخدمين على كيفية التعامل مع الإساءة الإلكترونية. بدلاً من الانخراط في سجالات قد تساهم في نشر الكراهية، تروج المبادرة لفكرة استخدام خاصية "البلوك" كوسيلة فعالة لمواجهة أي إساءة، مما يساعد على تخفيف المحتوى السلبي ويوفر بيئة آمنة وودية للمستخدمين.
جاءت قمة الإبداع الإعلامي للشباب العربي كتجمع هام لرسم ملامح المستقبل الإعلامي في الوطن العربي، وتأمل القمة في إقامة منصة يلتقي فيها الإعلاميون والمهتمون بالشأن الإعلامي لتبادل الآراء والأفكار البناءة. حيث ركزت النقاشات خلال القمة على دور الشباب في دفع عجلة الابتكار الإعلامي، بالإضافة إلى التحديات التي تواجههم في عالم مليء بالتحديات الرقمية.
حظيت المبادرة بإشادة واسعة من المشاركين في القمة، حيث اعتبرها الكثيرون خطوة مهمة نحو تعزيز التغلب على السلوكيات السلبية التي تنتشر على الشبكات الاجتماعية. كسر حاجز الصمت بشأن الإساءة الإلكترونية يمثل بداية جديدة نحو توعية أكبر للمستخدمين، وتبديل الأفكار السلبية بأخرى إيجابية تعزز من تماسك المجتمعات.
تأتي هذه الخطوة في وقت تتزايد فيه المخاوف من تأثير الكلمات السلبية والهجمات الإلكترونية التي تؤثر على الشباب والمجتمع بشكل عام. المبادرة لا تقتصر فقط على مواجهة الإساءة، بل تتعدى ذلك إلى تعزيز السلوكيات الإيجابية التي تشجع على المحبة والتعاون بين الأفراد عبر مختلف الفئات.
في ختام القمة، تم التأكيد على أهمية استمرار الحوار حول المبادرة وأثرها المتوقع في البيئة الرقمية. التزام المشاركين بالتوعية ومناهضة الإساءة الإلكترونية يبرز الحاجة الملحة لتفعيل القوانين والسياسات التي تدعم الاستخدام الآمن للتكنولوجيا والتحولات الرقمية. هذا يفتح المجال أمام تعاون أوسع بين المؤسسات الإعلامية والمجتمع لتعزيز الحوار الإيجابي.
تشير مبادرة (#تبليك_بدون_تعليق) إلى بداية جديدة في جهود تحسين التواصل بين أفراد المجتمع العربي ودعوة لتبني سلوكيات تساهم في خلق بيئة رقمية أكثر إيجابية. إنّ الجهود المستمرة لتحقيق هذا الهدف تتطلب تعاوناً فعّالاً بين مختلف الجهات المعنية، مما يعكس الحاجة الملحة لإعادة النظر في كيفية استخدامنا لوسائل التواصل الاجتماعي في حياتنا اليومية.