تشهد لعبة الرجبي الأسترالية تحديات كبيرة في السنوات الأخيرة، حيث يتناول أحد أبرز لاعبيها السابقين، نيك ستيلز، المخاطر التي تواجه هذه الرياضة في ظل المنافسة القوية من رياضات أخرى مثل AFL و NRL. خلال مسيرته، لعب ستيلز دورًا حاسمًا في عصر ذهبي لمنتخب وولابي الأسترالي، وخاصة خلال اختبارات عام 2001 التي شهدت انتصارات كبيرة على الليمون.
وفي أعقاب تلك الانتصارات، انتقل ستيلز إلى مجال التدريب، حيث عمل في كوينزلاند واليابان، بالإضافة إلى تدريبه لمتمردي ملبورن. يُعبر ستيلز عن قلقه من أنه في ظل الوضع الحالي، يواجه الرجبي الأسترالي تهديدًا كبيرًا، تتمثل في استهداف الشباب من قبل الرياضات المنافسة، ما ينعكس سلبًا على مستقبل اللعبة.
وعبر عن إحباطه من ضعف الدعم الجماهيري والإعلامي بالنسبة لسلسلة الأسود، حيث برزت مستويات من عدم الإيمان بالرجبي الأسترالي. هذه الحالة من الإحباط يعيشها كثير من اللاعبين السابقين، بما في ذلك ستيلز، الذي يشعر بأن عدم الترويج الجيد للعبة يجعل الفرصة الحالية أساسية لمستقبلها.
يؤكد ستيلز على أهمية الاستفادة من الفترة الحالية، إذ يرى أنها تمثل نافذة ذهبية يجب على المنتخب الأسترالي استغلالها لتعزيز مكانة الرجبي. وعلى الرغم من تحقيق انتصارات في الماضي، إلا أن هناك شعورًا قويًا بأن جولة الأسود الحالية كانت بمثابة فرصة ضائعة لتجديد الحماس وإعادة تأكيد هيبة اللعبة في أستراليا.
رغم حالة الاستقرار الحالية، يظل التفاؤل بشأن عودة الأسود إلى أستراليا قائمًا. يستند هذا التفاؤل إلى العوامل الاقتصادية، بما في ذلك الأموال المتولدة من البطولة والملاعب الرائعة التي تُعزز من قيمة اللعبة.
يؤكد ستيلز على أهمية التاريخ في الرجبي، معتقدًا أنه لا يمكن إغفاله أو تجاهله. يرى أن القيم والتقاليد المرتبطة باللعبة تجعل من غير المرجح أن تختفي الأسود من الساحة لمدة طويلة.
سيخوض المنتخب الأسترالي جولة نهائية في ملبورن، حيث يتطلع إلى تحقيق الفوز وتأكيد مكانته. من المتوقع أن تكون هذه المباراة تحمل الكثير من الأهمية، إذ يسعى فيها الأسود لإحراز انتصار يوفر لهم إرثًا تاريخيًا، في حين يحتاج وولابيس إلى الأداء القوي لاستعادة مكانتهم.
يشدد ستيلز وهوبير على أن الشعب الأسترالي مستعد دومًا لدعم الرياضة بأقصى طاقاته، خاصة في ظل الاستعدادات للوصول إلى كأس العالم 2027. يعتبر هذا الحدث من أبرز الأحداث الرياضية العالمية، ويدعو الجميع للمشاركة في ضغوط الدعم لتحسين وضع الرجبي.
في النهاية، يبقى مستقبل الرجبي الأسترالي مرهونًا بالجهود الجماعية والترويج الجيد للعبة. التحديات قائمة، ولكن الأمل في بناء قاعدة جماهيرية متينة وتأكيد مكانة الرياضة في قلوب الأستراليين يعد أمرًا ممكنًا، إذا ما تمكنت الأندية والاتحادات من تحقيق رؤية مشتركة على المدى الطويل.