تستعد قطر لتقديم عرضها لاستضافة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2036، عقب النجاح الكبير الذي حققته في استضافة كأس العالم لكرة القدم قبل ثلاث سنوات. ومع اقتراب الألعاب الآسيوية المزمع عقدها في عام 2030، تبدو هذه الخطوة واضحة كالتالي لمستقبل دولة الخليج العربي في الساحة الرياضية الدولية.
يكمن الاختلاف الأبرز في حجم الفعاليات، حيث ستشمل الألعاب الأولمبية المقبلة في لوس أنجلوس 36 رياضة مع مجموعة متنوعة من التخصصات. وبفضل هذه التحديات، يبرز الجانب السياسي كعنصر مختلف عن ما شهدته قطر في كأس العالم، حسب تصريحات الخبراء.
يعتقد البروفيسور جان لو شابليت، أستاذ الإدارة العامة بجامعة لوزان والباحث الأولمبي، أن تاريخ قطر في استضافة الفعاليات الكبرى يجعلها مؤهلة لاستضافة الأولمبياد. وأوضح شابليت أن وجود المرافق ليس هو الأهم، مشيرًا إلى أن الدعم السياسي والشعبي هما العوامل الحاسمة التي يبحث عنها اللجنة الأولمبية الدولية في أي دولة تقدم عرضها.
مع ارتفاع درجات الحرارة في قطر خلال يوليو، التي تصل إلى 44 درجة مئوية، يبدو أن استضافة الألعاب الأولمبية في هذا الوقت من السنة غير ممكن. وقد اقترح البعض أن الفترة المناسبة قد تكون في نوفمبر، تمامًا كما حدث خلال كأس العالم 2022.
تعتبر المسألة الثالثة هي الحصول على دعم الشعب القطري، وهو أمر قد يكون تحديًا نظرًا لبعض التركيبة السكانية الفريدة للبلاد. ومع ذلك، إذ تمكنت قطر من تأمين هذا النوع من الدعم، فإنها ستعزز فرصتها بشكل كبير.
في حال فازت قطر باستضافة الألعاب، فقد يؤثر ذلك على علاقاتها مع جيرانها، بما في ذلك السعودية. ومع التأكيد على استضافة المملكة لكأس العالم 2034، يتوقع أن تتطلع لتقديم عرض لاستضافة أولمبياد بعد تلك الفترة.
طالب شابليت بأن تكون قضايا حقوق الإنسان في مقدمة أولويات قطر، نظرًا للانتقادات التي تواجهها في هذا النطاق. وبالرغم من أن قطر قد اتخذت إجراءات لتحسين هذا الوضع، فإن الصورة العامة لا تزال بحاجة لمزيد من العمل.
تتزايد التحديات أمام قطر إذ يتعين عليها مواجهة عروض من دول مثل إندونيسيا، والتي تضعها في وضع جيد مع وجود اهتمام خاص في استضافة الألعاب الأولمبية في آسيا أو أفريقيا. يجب أن تقدم هذه الدول عروضًا قوية لتحسين فرصها في الاستضافة.
من المتوقع أن تمتد المناقشات حول اختيار المضيف النهائي حتى عام 2027، حيث يؤكد أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية على أهمية مراجعة شاملة لعمليات الاختيار السابقة.
ختامًا، يجسد عرض قطر لاستضافة الألعاب الأولمبية 2036 خطوة هامة نحو تعزيز مكانتها على الساحة الرياضية الدولية، في وقت تبرز فيه قضايا دعم الشعب وعوامل حقوق الإنسان كفواعل محورية في تحقيق هذا الحلم.