في الجولة الثامنة من البطولة العربية لشطرنج السيدات التي أقيمت في نوفمبر الماضي، حققت الشابة الموهوبة روضة السركال، البالغة من العمر 16 عامًا، إنجازًا تاريخيًا. إذ تمكنت من الفوز في البطولة، مما منحها النقاط اللازمة لنيل لقب "أستاذة كبيرة" (غراند ماستر)، وهي بذلك تصبح أول لاعبة من دولة الإمارات ومنطقة الخليج تحرز هذا اللقب.
استطاعت روضة، التي نشأت في أبوظبي، أن تضع اسمها في سجلات تاريخ الشطرنج، وهي لم تتجاوز بعد السادسة عشرة. تعتبر إنجازاتها مصدر إلهام للكثير من الفتيات الإماراتيات، وتبرز قدرة المرأة في ممارسة رياضة يهيمن عليها الرجال منذ سنوات طويلة.
في حديث لها مع أحد المراسلين من داخل نادي الشطرنج في أبوظبي، تحدثت روضة بصراحة عن التحديات التي واجهتها منذ بداية مشوارها. كما عبرت عن فخرها لوصولها إلى هذه المرحلة من مسيرتها الرياضية، مشيرة إلى أهمية الدعم الأسري والمجتمعي في تحقيق أهدافها.
شاركت روضة في العديد من البطولات الدولية في دول مثل النرويج ورومانيا، مما أكسبها خبرات قيمة وعزز من مهاراتها. هذه التجارب ساعدتها في تطوير استراتيجيات لعبتها وزيادة معرفتها بالأساليب المختلفة لمنافساتها من مختلف البلدان.
روضة السركال تسعى اليوم لنقل تجربتها ومعرفتها إلى الأجيال الشابة، حيث تشجع الفتيات على الاهتمام بالشطرنج وكسر الحواجز التقليدية. تؤكد أن التقدم في أي مجال يتطلب الالتزام والمثابرة، متمنية أن تكون قصتها دافعًا لغيرها من الفتيات لتحقيق أحلامهن.
تعتبر روضة نموذجًا لبناء المستقبل المشرق في عالم الشطرنج النسائي، حيث أنها تجسد روح التحدي والإرادة. تلتزم بمواصلة تطوير مهاراتها، والعمل على تحقيق المزيد من النجاحات في عالم الشطرنج، وهو ما يعكس الثقافة الإيجابية لدولة الإمارات نحو دعم الأنشطة الرياضية.
لقد أثبتت روضة السركال أن الطموح والإرادة يمكن أن يغيرا مجرى التاريخ، وبفضل إنجازاتها المتعددة، أصبحت رمزًا للفتيات الإماراتيات في مختلف المجالات. إن قصتها تجسد الطريق نحو تحقيق التفوق الرياضي، وتحفيز الأجيال القادمة على السعي خلف أحلامهن.