حقق المتسابق البريطاني توم إيفانز نجاحًا باهرًا في سباق فائق الدرابين دو مونت بلانك (UTMB) بعد أن سجل نفسه في قائمة الفائزين في واحدة من أصعب بطولات التحمل على مستوى العالم. بقيامه بذلك، تمكن إيفانز من تجاوز اثنين من التحديات الأليمة التي واجهها خلال السنوات الأخيرة. حدثت محاولاته السابقة في هذا السباق تحت ظروف صعبة، مما جعله يتراجع.
انطلق هذا السباق الشهير من شامونيكس، في جبال الألب الفرنسية، ويتضمن دورة تمتد لـ 175.4 كم (109 ميل) حول جبل مونت بلانك، مروراً بكل من إيطاليا وسويسرا. ويواجه المشاركون ارتفاعاً قدره 10000 متر قبل الانتهاء من حيث بدأت المسابقة. وبالرغم من الظروف القاسية المتمثلة في عاصفة ثلجية قوية، تمكن إيفانز من إنهاء السباق في زمن قياسي قدره 19 ساعة و18 دقيقة و58 ثانية، متقدماً بـ 32 دقيقة على المركز الثاني، الذي حصل عليه الأمريكي بن ديمان، فيما حل زميله البريطاني جوش واد في المركز الثالث.
وفي حديثه لوسائل الإعلام بعد الفوز، عبر إيفانز، البالغ من العمر 33 عامًا، والذي سبق أن خدم كضابط في الجيش، عن سعادته بالفوز بعد عامين من الإخفاق. وأضاف قائلاً: "لم أتمكن من الانتهاء خلال العامين الماضيين، والآن أستطيع أن أثبت لنفسي أنه إذا كنت تريد حقاً تحقيق شيء ما، يمكنك العثور على الطريقة لذلك".
تحدث إيفانز عن الصعوبات التي واجهها في السباق، حيث قال: "كان السباق يبدأ في الساعة السادسة مساءً ويستمر طوال الليل. وقد واجهنا هذا العام أجواء من الأمطار والثلوج وعوامل جوية قاسية، بالإضافة إلى المسافة نفسها التي تشكل تحدياً كبيراً."
وصف إيفانز سباق فائق الدرابين دو مونت بلانك بأنه يوازي "مباراة السوبر بول" في عالم سباقات الجري على التضاريس الوعرة، حيث أصبح هذا السباق ينمو في شعبيته عاماً بعد عام. إن التحديات التي يقدمها السباق تجعل من المشاركين يسعون دائماً لتحطيم الأرقام القياسية وتحقيق الإنجازات الشخصية.
يستمر توم إيفانز في إثبات قدراته وكفاءته في مجالات الجري على التضاريس الوعرة، حيث أصبح رمزاً للإصرار والتحدي. ومع نجاحه الأخير، يبقى التساؤل حول ما سيجلبه المستقبل له ولعالم سباقات التحمل. إن عودته بعد فشل سابق تعكس روح المنافسة الحقيقية، مما يجعل من هذا الإنجاز نقطة انطلاق جديدة في مسيرته.