شهدت مباريات كأس ألمانيا في عطلة نهاية الأسبوع الماضي حدثًا مؤسفًا، حيث تعرض لاعب شالكه كريستوفر أنتوي أدي للإساءة العنصرية من قبل أحد المشجعين. وقد قام اللاعب بإبلاغ حكم المباراة بأن أحد المتفرجين قد أطلق عليه لفظًا ن derogatory، مما أدى إلى توقف المباراة لفترة قصيرة. ومع استئناف اللعب، استمر مشجعو لايبزيغ في توجيه الإهانات للأدي كلما لمس الكرة.
وفي حادث آخر في كوب، بالقرب من برلين، تعرض لاعب من فريق كايسرزلاوترن لإهانات عنصرية، لكن المشجعين المحليين قاموا بتحديد ثلاثة من مرتكبي الإساءة. وقد اجتمعت لجنتا المشجعين في الهتافات "النازيين خارجًا"، مما يعكس موقفًا موحدًا ضد العنصرية.
علق رئيس الفيفا على الحوادث، واصفًا إياها بأنها "غير مقبولة" و"صادمة"، مؤكدًا على ضرورة التحقيق في الأحداث ومعاقبة المتسببين فيها. جاء ذلك في إطار التزام الفيفا المستمر بمكافحة العنصرية في كرة القدم، حيث تحدث إنفانتينو مؤخرًا عن ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة، بما في ذلك فرض غرامات وخصم نقاط على الأندية التي تفشل في معالجة هذه القضايا.
أطلقت الرابطة الألمانية لكرة القدم تحقيقًا بشأن الحوادث الأخيرة، حيث صرحت بأن "العنصرية والكراهية لا مكان لهما في كرة القدم". وأكد رئيس الرابطة على التزامه بمكافحة العنصرية والتمييز بشكل عام.
أقرت FIFA إجراءات للخروج من المواقف العنصرية خلال المباريات، وهي تتكون من ثلاث خطوات: أولها إيقاف المباراة وتبليغ الجماهير، ثم إذا استمر الحادث، يتم تعليق المباراة وإعادة اللاعبين إلى غرف الملابس. وإذا استمرت الإساءة، يتم التخلي عن المباراة تمامًا.
تعد الإحصائيات المتعلقة بالإساءة العنصرية في كرة القدم صعبة التقدير، حيث لا تُسجل جميع الحوادث. وفقًا لتقارير سابقة، فإن نسبة الحوادث لم تتجاوز 0.07% من المباريات، لكن تقريرًا خاصًا أظهر أن حوالي 2500 حادثة تمييز وُثقت، مما يشير إلى تراجع نسبي في الأرقام.
تعمل العديد من مجموعات المشجعين بنشاط لمكافحة العنصرية، بالتعاون مع الرابطة الألمانية والأندية. وفي تأكيد على هذه الاستجابة، قال رئيس إحدى المنظمات المشجعة إن من الضروري الاستمرار في محاربة العنصرية، مشددًا على أهمية الفهم والتفاعل بين الجماهير.
تعكس الأحداث الأخيرة في مباريات الكأس الألمانية استمرار وجود العنصرية في عالم كرة القدم، الأمر الذي يستدعي إصلاحات جذرية وإجراءات حازمة من الأطراف المعنية. تبقى دعوات الجماهير والجهات الرسمية مفتاحًا لتحقيق بيئة رياضية عادلة للجميع، مما يدعو إلى العمل الجاد من أجل مكافحة هذه الظاهرة السلبية. تُظهر مبادرات مكافحة العنصرية من قبل الفيفا والرابطة الألمانية الأمل في مستقبل أفضل للعبة، لكن الجهود المشتركة من الجميع لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث تبقى ضرورية.