أكد المحلل الفني خالد عبيد أن ارتفاع معدل أعمار اللاعبين المقيمين في الصفقات الجديدة يدل على توجه الأندية للاستثمار في هذه الفئة. وأوضح أن هذا الاتجاه يأتي كجزء من مشروع طويل الأمد لدعم لاعبي المنتخب الوطني، بالإضافة إلى الجوانب التجارية التي تعود على الأندية من خلال هذه الاستثمارات. وأشار إلى أن اللاعب المواطن أصبح الخيار الأخير الذي تبحث عنه الأندية، مما يعكس تحولًا في سياسة التعاقدات.
أشار عبيد إلى أن الكثافة المتزايدة في استقطاب اللاعبين المقيمين تحمل أبعادًا استثمارية. فبالإضافة إلى القيمة الفنية التي يقدمها اللاعب المقيم، يمكن أيضًا استغلاله في الإعارة أو بيعه مستقبلًا بأسعار أعلى. ولقد أصبح اللاعب المقيم يخضع لنظام المحترف، ما يسهل قيده كأحد اللاعبين المواطنين لاحقًا.
أوضح المحلل الفني أن القيمة المالية اللازمة للتعاقد مع لاعب مقيم أقل من تلك المطلوبة للتعاقد مع لاعب أجنبي محترف، أو حتى اللاعب المواطن. وترتبط هذه الظاهرة بشكل مباشر بجاذبية الأندية للتعاقد مع لاعبي المقيمين، حيث تسعى لتحقيق التوازن المالي وتقليل التكاليف التشغيلية.
تواجه الأندية تحديات كبيرة في إيجاد لاعبين مواطنين متميزين، مما يدفعها إلى الاعتماد على اللاعبين المقيمين كحل بديل. وأكد عبيد أن هذا التوجه قد ينجم عنه ضعف في تطوير المواهب المحلية، حيث يصبح التركيز على اللاعبين المقيمين دون استثمار كافٍ في تنمية اللاعبين المواطنين.
يجب على الأندية في الدولة أن تتبنى خططًا واضحة لدعم وتطوير اللاعبين المواطنين، من أجل تحقيق توازن في مستويات البطولة. ويعتبر ذلك تحديًا حقيقيًا يتطلب التعاون بين الأندية والجهات المختصة لتوفير بيئة ملائمة لنمو اللاعبين محليًا، مما سيسهم في النهاية في تحسين مستوى المنافسة.
يتوجب على الجهات المسؤولة وضع استراتيجيات معززة لدعم اللاعبين المحليين والشباب، ابتداءً من أكاديميات التدريب وحتى خلق فرص تنافسية. كما ينبغي توجيه الاستثمارات نحو تطوير المهارات البدنية والفنية لدى اللاعبين المواطنين، لجعلهم أكثر جاذبية للأندية.
في الختام، يبدو أن مستقبل الاستثمار في اللاعبين المقيمين قد أحدث تغييرات ملحوظة في مشهد كرة القدم المحلية. ومع ذلك، ينبغي على الأندية التركيز على تعزيز وتنمية اللاعب المواطن، وذلك لضمان تحقيق توازن صحي في سوق الانتقالات وتطوير مواهب محلية قادرة على المنافسة. تبقى الآمال معقودة على استراتيجية واضحة تهدف إلى دعم اللاعبين المحليين وضمان نموهم داخل الأندية.