لقد كانت بياتر كفيتوفا إحدى المفضلات لدى الجماهير لعدة سنوات بفضل أسلوب لعبها المميز الذي يجمع بين الضربات الأرضية القوية والخدمة اليسرى المذهلة.
في عام 2016، تعرضت كفيتوفا لاعتداء مروع حيث طُعنت في يدها اليسرى من قبل متسلل في منزلها، مما أثار مخاوف كبيرة بشأن إمكانية انتهاء مسيرتها الرياضية قبل الأوان. تلقى جسدها أضرارًا بالغة في الأوتار والأعصاب، لكن قوتها وإرادتها لم تتزعزع. عادت إلى الملاعب في يونيو 2017، واستمرت في التنافس في البطولات الكبرى مثل الأسترالية المفتوحة، حيث وصلت إلى الأدوار المتقدمة بعد عامين من عودتها.
على الرغم من تألقها السابق، شهدت كفيتوفا تراجعًا في تصنيفها العالمي، حيث كان آخر ظهور لها في ربع النهائي في بطولات Grand Slam في عام 2020. ومع بداية موسم 2024، اختارت كفيتوفا الانسحاب من المنافسات الرياضية لتكوين أسرتها، حيث أنجبت ابنها بيتر وعادت إلى التدريب في فبراير فقط بعد فترتها الأمومية.
استغرق الأمر منها خمس بطولات لتتمكن من تسجيل فوزها الأول منذ أن أصبحت أماً، حيث جاء هذا الفوز المثير ضد اللاعب الإيرانية إيرينا-كامليا بيغو على الأراضي الطينية في روما في مايو. لكنها لم تتمكن من مواصلة تحقيق الانتصارات بعد ذلك.
قُبيل وداعها المحتمل، خضعت كفيتوفا لمشاعر مختلطة خلال مشاركتها في بطولة ويمبلدون، التي وصفتها بأنها "مكان خاص". حيث أكدت أنها تعتزم إنهاء مسيرتها في البطولة بعد أن وصلت مرتين إلى ربع النهائي.
خلال مباراة مؤلمة ضد لاعبة التصنيف رقم 107، واجهت كفيتوفا صعوبات كبيرة. بعد أن خرجت بسرعة من الاستراحة، تمكنت من الوصول إلى 40-0 في خدمتها، لكنها فشلت في تحويل تلك الفرصة. انتهت المجموعة الأولى بسرعة، حيث استغرقت 25 دقيقة فقط، وفاز بها لاعبتها المنافسة.
غادرت كفيتوفا الملعب بين الشوطين في محاولات لإعادة تنظيم أفكارها، مع شعور واضح بالقلق حيال أن تكون هذه المباريات هي الأخيرة في مسيرتها. جاءت المجموعة الثانية لتكون مشابهة من حيث الأداء، حيث حققت كفيتوفا أربع نقاط فقط من خدمتها الخاصة، بينما قدمت المنافسة أداءً رائعًا.
في تصريح عاطفي عقب المباراة، أعربت كفيتوفا عن شعورها بعدم الارتياح منذ صباح ذلك اليوم، موضحة: "لم أستطع أن آكل. كنت متوترة حقًا. لم أستطع التحرك، لم أستطع التأرجح، لم أستطع فعل أي شيء." كما أضافت: "كان الأمر صعبًا حقًا ولكني سعيد لأنني فعلت ذلك."
تمثل مسيرة بياتر كفيتوفا مثالًا قويًا على الإصرار والتحدي، حيث استطاعت التغلب على العديد من العقبات في حياتها. رغم أنها قد تكون قد خاضت آخر جولة من مسيرتها المهنية، فإن إنجازاتها وشغفها للعبة ستبقى دائمًا حاضرة في ذاكرة مشجعيها وعشاق التنس حول العالم. فبين لحظات الانتصار والحزن، تظل قصتها مصدر إلهام للجميع.