تصف العديد من منصات بيع التذاكر نفسها بأنها "أسواق التذاكر"، حيث يتوقع أن تربط بين المشترين والبائعين. لكن ما يجري خلف الكواليس قد لا يكون كما يبدو، حيث تظهر بعض العلامات الدالة على الترابط الوثيق بين هذه المنصات.
تعد منصة واحدة من بين هذه المواقع، متفردة في عرض تفاصيل البائعين المتواجدين على منصتها، حيث تقدم قائمة دورية لهؤلاء البائعين. تبرز إحدى هذه الجهات، التي تُعرف بأحداث المنظمات غير الحكومية، كمزود رئيسي، حيث تحتوي على أكثر من 14,000 قائمة على موقعها. لكن السجلات تشير إلى أن هذه الجهة ليست مستقلة تمامًا، حيث يُديرها شخصية بارزة في عالم التذاكر.
تظهر التحقيقات أن أحداث المنظمات غير الحكومية تُدار من قبل توماس سينج، المدير الإداري لشركة محددة. جدير بالذكر أن سينج قد شارك أيضًا في مجلس إدارة كيان تجاري آخر مختص بالتذاكر، مما يدل على الروابط العميقة بين هذه الأقسام. كما أن جميع هذه الشركات الثلاث، التي تتواجد في إنجلبرغ بسويسرا، تتشارك في نفس البيئة التنظيمية.
صرحت إحدى الشركات بأن أحداث المنظمات غير الحكومية وكيان التجهيز الآخر هما "شركاء" لها، بينما يشدد على أنهما يحافظان على "نفس الالتزامات" المعمول بها بين التجار الآخرين. تصدرت أسماء بارلاوب وسينج النقاشات حول العلاقات بين هذه الكيانات في عدة مناسبات.
بالإضافة إلى الروابط التجارية، يحمل أحد الأسماء في هذا المجال تاريخه المثير للجدل، حيث اعترف في وقت سابق بدفع مبالغ نقدية لموظفين بارزين في الفيفا، في إطار مساعٍ لانتزاع تذاكر كأس العالم. بينما يُظهر هذا الأمر جانبًا من الفساد داخل الهيئات الرياضية، فإن ردود الأفعال حول التصريحات تمثل نقطة محورية في القضايا الأخلاقية المرتبطة بمبيعات التذاكر.
تُعتبر شبكة تذاكر كرة القدم أيضًا إحدى الجهات الغامضة في هذا السياق، حيث تواجه مشاكل قانونية في الماضي منها دفع غرامات كبيرة بسبب انتهاك قواعد العلامات التجارية. يتم تسجيل هذه الشركة الحالية في دولة أوروبية، لكن تشير المعلومات إلى أن المساهمين فيها يقيمون في منطقة الشرق الأوسط. هذه التفاصيل تُسلط الضوء على التعقيدات ضمن السوق الذي تعمل فيه هذه الشركات.
حاولنا التواصل مع العديد من الشركات العاملة في هذا المجال للحصول على تعليقات بخصوص ما يتم تداوله ولكن لم نحصل على ردود من الشركات المعنية. هذا الصمت يمكن أن يعني وجود أمور غير موضحة بحاجة إلى تسليط الضوء.
تستمر قضية التذاكر في إثارة جدل كبير، حيث تبرز الاستفسارات حول النزاهة والشفافية بين الشركات المعنية. في الوقت الذي تقدم فيه هذه المنصات خدماتها، من المهم للجهات المعنية والمستهلكين أن يكونوا على علم بكيفية تشغيل هذه الأعمال وما إذا كان هناك أمور تستدعي الإضاءة. يتطلب الأمر مزيدًا من التحقق والمراجعة لضمان أن تكون هذه المنصات عادلة وشفافة في تعاملاتها.
