بعد الهزيمة المروعة في براتيسلافا، بدأ المنتخب الألماني مشواره في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 بفوز مهم على أيرلندا الشمالية بنتيجة 3-1. كانت هذه النتيجة بمثابة راحة كبيرة لفريق المدرب جوليان ناجيلسمان، الذي كان يسعى جاهدًا لتصحيح المسار بعد سلسلة من النتائج غير المرضية.
عبّر ناجيلسمان عن استيائه من مستوى الأداء العاطفي للاعبيه في المباراة السابقة أمام سلوفاكيا، حيث أكد على ضرورة تحديد اللاعبين المناسبين لمواجهة التحديات. شهدت المباراة الأخيرة إجراءه خمسة تغييرات على التشكيل الأساسي، مما أعطى بعض الوجوه الجديدة فرصة للظهور ولتلبية توقعات الجماهير.
تشير نتيجة المباراة إلى أن هذا التغيير قد أثمر. حيث سجل سيرج جنابري هدفًا مبكرًا، مما كان بمثابة بداية مشجعة، ولكن سرعان ما عادت أيرلندا الشمالية لتعادل النتيجة بعد ركنية. وفي ظل الضغط، بدا المنتخب الألماني محاصرًا؛ لكن دخول الناجم ناديم أميري غيّر مجريات المباراة، حيث أعطى الفريق دفعة جديدة في الأداء وفتح المجالات للاعبين الآخرين.
جاء تألق فلوريان ويرتز ذي الـ 20 عامًا ليؤكد قدرته على قيادة الفريق في غياب جمال موسيالا. حيث برز بمساهمته الفعالة في المباراة، وسجل هدفاً رائعاً عبر ركلة حرة مباشرة، مذكراً الجميع بموهبته الفريدة.
أظهر ويرتز براعة في تنفيذه لركلة حرة، حيث سددها إلى الزاوية العليا بطريقة تذكر بأهداف أسطورية. احتفل اللاعب بعد الهدف بتوجيه رسالة قوية للجميع، أكد من خلالها أنه جاهز لأخذ زمام المبادرة حتى في أصعب الأوقات.
تواجه ألمانيا الآن تحديات كبيرة بعد جمع ثلاث نقاط من أول مباراتين في التصفيات. ومع ضغط المباريات المقبلة، بات واضحًا أن الحاجة إلى نقاط إضافية أصبحت ضرورية. المباراة النهائية فيما يخص التأهل التي ستجمع ألمانيا مع سلوفاكيا ستلعب في 17 نوفمبر وستكون حاسمة لمستقبل المنتخب في التصفيات.
إذا تمكن الفريق من تحقيق انتصارات قبل تلك المباراة، فإن لديهم فرصة للتأهل، خاصة وأن نظام التأهل يعتمد أيضًا على فارق الأهداف. وهذا يمثل دافعًا كبيرًا للاعبين للظهور بأفضل ما لديهم في الجولات القادمة.
على الرغم من التحسن الملحوظ الذي أظهره المنتخب الألماني في مباراتهم الأخيرة، تبقى الكثير من الأسئلة دون إجابة حول كيفية استمرار هذا التقدم. نتائج المباراتين القادمتين أمام لوكسمبورغ وبلفاست ستكون حاسمة لوضع الأسس للنجاحات المستقبلية، وبناء الفريق نحو هدفه الرئيسي، التأهل إلى كأس العالم. الألمانيون الآن في حاجة ماسة للابتكار والاستعداد للاستحقاقات القادمة، إذ أثبتت التصفيات أنها ليست مجرد مباريات، بل رحلة نحو استعادة المجد.