يجلس مدربو كرة القدم عادةً في مقاعد البدلاء بسبب عقوبات إيقاف، كما فعل العديد من المدربين المشهورين مثل مورينيو ويورغن كلوب. لكن الإسباني لويس إنريكي، مدرب فريق باريس سان جيرمان الفرنسي، اختار الجلوس في المدرجات بصفة طوعية خلال مباراة فريقه ضد لنس في الدوري الفرنسي، حيث تمكن الفريق من تحقيق فوز سهل بنتيجة 2-صفر. تأتي هذه الخطوة كجزء من استراتيجيته الجديدة في تحليل أداء الفريق.
إن لويس إنريكي ليس مجرد مدرب عابر، بل يُعتبر من أبرز المدربين في عالم كرة القدم. وقد نشأ لديه اهتمام بمشاهدة مباريات الرجبي لفترة من الوقت، حيث اكتشف أن المدربين في هذا النوع من الرياضات يفضلون مشاهدة المباريات من بعيد للحصول على رؤى تحليلية متميزة. ومن هنا جاء قراره بأن يتبنى هذا الأسلوب في كرة القدم. يقول إنريكي: "لقد تابعت مباريات الرجبي ووجدت أن هذه الرؤية مختلفة جداً، حيث تتيح للمدربين تحليل الأداء بشكل أفضل مما يؤدي إلى تحسين التكتيكات".
خلال مباراة لنس، اختار إنريكي قضاء الشوط الأول في منصة الصحفيين، حيث تمكن من مراقبة مجريات المباراة والتفاعل مع جميع جوانب الأداء من زاوية جديدة. وبعد انتهاء الشوط الأول، عاد إلى خط التماس في الشوط الثاني، حيث أصبح لديه فكرة أوضح حول أداء لاعبيه. هذه الخطوة تظهر رغبة إنريكي في التحسين المستمر والبحث عن أساليب جديدة لتعزيز أداء فريقه.
يتميز أسلوب إنريكي بالبحث عن طرق فعالة لتحليل الأداء وتطوير التكتيكات. هذه الاستراتيجية تمثل خطوة مبتكرة في مجال التدريب، حيث يسعى المدربون عادة إلى الغوص في تفاصيل دقيقة من داخل الملعب. ولكن إنريكي، بدلاً من ذلك، يستفيد من المسافة لإضفاء نظرة شاملة على مجريات المباراة، مما يسمح له بالتقاط التفاصيل التي قد تفوتها زاوية النظر التقليدية.
خلق قرار إنريكي في الجلوس في المدرجات حالة من النقاش بين المدربين واللاعبين. بعض المدربين أبدوا دهشتهم من هذا المنهج، بينما أعرب آخرون عن اهتمامهم بتجربته. كان للاعبين في باريس سان جيرمان تأثير إيجابي من هذه الاستراتيجية الجديدة، حيث أشاروا إلى أن رؤية إنريكي أوضحت لهم النقاط القوية والضعيفة في أدائهم داخل الملعب.
يسعى إنريكي إلى استغلال هذه التجربة لتطوير برنامجه التدريبي مستقبلاً. من المتوقع أن يستمر في دمج عناصر جديدة من عالم الرياضات المختلفة. إن استراتيجياته قد تمنح الوكلاء والفرق الأخرى دافعاً للبحث عن ابتكارات جديدة في سعيهم لتحقيق النجاح.
إن قرار لويس إنريكي بالجلوس في المدرجات لمراقبة أداء فريقه هو خطوة مبتكرة في مسيرته التدريبية. من خلال استلهام أفكار من لعبة الرجبي، يسعى إنريكي إلى تحسين أداء فريقه بشكل أفضل وتقديم مرونة تكتيكية. يبدو أن هذه التجربة ستفتح آفاقاً جديدة للمدرب وللاعبين على حد سواء، مما يضعهم في موقع قوي للتنافس في البطولات المحلية والدولية المستقبلية.