تظل جاذبية ريكي هاتون متأصلة في جذوره العميقة، حيث قضى جزءاً كبيراً من تدريباته في صالة رياضية قديمة تقع فوق مصنع للسجاد في مدينة هايد. كان هذا المكان شاهداً على صعوده في عالم الملاكمة.
عندما دخل هاتون الحلبة لمواجهة أسطورة الملاكمة فلويد مايويذر في لاس فيجاس، اختار أن يرتدي ثوباً يحمل إعلاناً لمتجر السجاد الذي كان يعمل فيه قبل أن يصبح محترفاً. هذا الخيار يعكس ارتباطه العميق بمسقط رأسه وأصوله.
قال ريتشي وودهول، بطل مجلس الملاكمة العالمي السابق في الوزن المتوسط، إن هاتون كان يتمتع بروح مرحة وقريبة من الجميع، مما جعله عزيزاً على قلوب الناس. وأضاف "لقد حقق القمة في رياضته، لكنك يمكنك الجلوس معه لتناوُل كوب من الشاي، وهذا ما جعله مميزًا".
أسلوب هاتون الفريد في الملاكمة جعله واحدًا من أكثر المقاتلين شعبية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وبدوره، وصف فرانك وارن، المروج السابق لهاتون، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي بأنه "مقاتل موهوب للغاية" ألهم جيلًا كاملًا من الملاكمين الشباب.
فيما يخص مسيرته، كتب وارن: "من ظهوره الأول في ويدنز عام 1997 حتى فوزه في واحدة من أعظم المعارك في تاريخ الملاكمة البريطانية ضد كوستا تسوزيو، سيظل ريكي أحد الأساطير الحديثة في هذه الرياضة".
أعرب العديد من زملائه عن محبتهم له، حيث قال إيدي هيرن، المروج المعروف: "أحب الجميع ريكي. أتمنى له الراحة الأبدية". بينما أضاف آمي خان، بطل العالم السابق في الوزن الخفيف، بأن هاتون كان "صديقًا، مرشدًا، ومقاتلًا".
أما فوريري فيروري، البطل السابق للوزن الثقيل، فقد كتب عبر إنستغرام: "هزيمة الأسطورة ريكي هاتون مايو هي أمر لا يُصدق". وأشار إلى أن هاتون ظل فريدًا في نوعه ولا يمكن مقارنته بأحد.
استقطب هاتون محبة واسعة من جماهير الرياضة، حيث أحاطت به شخصيات من مجالات رياضية أخرى، بما في ذلك أسطورة السهام فيل تايلور ولاعب الكريكيت السابق أندرو فلينتوف. وبالنظر إلى علاقته الوطيدة بجماهير مانشستر سيتي، يقول البعض إن هاتون "عاش الحياة بكل حذافيرها".
ذكرت وسائل الإعلام أن الهجوم على مستقبل هاتون كان مشكلة عاطفية له، لكنه بقي يعتبر رمزًا للمثابرة والعزيمة. قال لاعب كرة القدم السابق في مانشستر يونايتد، الذي أهدى أحزمته لهاتون خلال قتال عام 2007: "إنه أسطورة حقيقية، ومحارب، وإنسان عظيم".
تجسد قصة حياة ريكي هاتون رحلة مليئة بالتحديات والنجاحات، حيث استطاع أن يترك بصمته في عالم الملاكمة. سيظل إرثه حاضراً في أذهان الجماهير والرياضيين على حد سواء، مما يجعله واحداً من أعظم المقاتلين في تاريخ هذه الرياضة.