قامت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، باتخاذ خطوات حاسمة منذ يومين بتقليص عدد الموظفين في إذاعة «صوت أميركا» بالإضافة إلى هيئات أخرى تدعمها الحكومة، مما أثار جدلاً واسعاً حول مستقبل الإعلام العالمي.
تشمل التغييرات التي أُعلنت الوكالة الأميركية للإعلام العالمي، التي تضم «صوت أميركا» و«إذاعتَي أوروبا الحرة وآسيا الحرة»، بالإضافة إلى إذاعة «مارتي» التي تركز على تقديم الأخبار باللغة الإسبانية لجمهور كوبا. وقد قامت منظمة «مراسلون بلا حدود» بالإشارة إلى أن الإجراءات المتخذة تشمل جميع الموظفين في «صوت أميركا» وتنبه إلى أن هذا يمثل تراجعاً عن التزام الولايات المتحدة التاريخي بدعم حرية الإعلام.
تقوم «صوت أميركا» بنقل الأخبار والأحداث الأميركية إلى مختلف دول العالم، وغالباً ما تُترجم المحتويات إلى اللغات المحلية لتلبية احتياجات المستمعين. ومن جهة أخرى، تقوم إذاعات مثل «راديو آسيا الحرة»، و«راديو أوروبا الحرة»، و«راديو مارتي» بنقل الأخبار إلى دول تتبنى أنظمة سياسية سلطوية. بحسب الإحصاءات، يصل عدد المستمعين لهذه الشبكات إلى نحو 427 مليون شخص، مما يدل على الأهمية الكبيرة لهذا النوع من الإعلام، لا سيما خلال فترة الحرب الباردة.
تعتبر حرية الإعلام من أهم الأركان الأساسية لأي نظام ديمقراطي، حيث تساهم في نشر المعلومات الدقيقة وتوفير منصة للجميع للتعبير عن آرائهم. إن التوجهات الحالية في تقليص الدعم للوكالات الإعلامية مثل «صوت أميركا» قد تهدد هذا المبدأ وتؤدي إلى تراجع حرية المعلومات حول العالم. الكثير من البلدان، خصوصاً تلك ذات الأنظمة القمعية، تعتمد على مثل هذه المصادر للتمكن من الحصول على رؤية متوازنة للأحداث الجارية.
لعبت الولايات المتحدة دوراً مهماً على مر العقود في دعم الإعلام العالمي، وفي ظل الأحداث المتغيرة من الصعب على هذه المؤسسات العمل بكفاءة دون الدعم الملائم. إن أي تقليص في التمويل يمكن أن يعوق قدرتها على تقديم الأخبار بشكل فعال، بالإضافة إلى تفشي التضليل الإعلامي في العديد من المناطق حول العالم. مراسلون بلا حدود وصوت أميركا هما مثالان على المؤسسات التي توفر محتوى مسموع ومرئي حيوي للجماهير.