تبدأ رحلة المدرب جينارو غاتوزو لإنقاذ منتخب إيطاليا من خطر الغياب عن نهائيات كأس العالم لكرة القدم للمرة الثالثة على التوالي، حيث يستعد الفريق لمواجهة إستونيا يوم الجمعة في إطار تصفيات القارة الأوروبية. يعتبر هذا اللقاء مفصليًا خاصةً في ظل التحديات الصعبة التي تمر بها "الآتزوري" بعد بداية متعثرة أدت إلى الإطاحة بالمدرب السابق لوتشانو سباليتي.
تواجه إيطاليا خطر عدم التأهل لبطولة العام المقبل التي ستقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، بعد بداية غير موفقة شهدت خسارة صادمة على يد النرويج. هذه النتيجة ساهمت في فقدان المدرب السابق سباليتي موقعه. غاتوزو، الذي لم يكن الخيار الأول لتولي مسؤولية قيادة المنتخب، بدا عليه التحدي حيث يفتقر إلى الخبرة الكبيرة في كرة القدم العالمية.
حالياً، تحتل إيطاليا المركز الثالث في المجموعة التاسعة، متخلفة عن النرويج بفارق تسع نقاط، إذ يتصدر المنتخب النرويجي الجدول برصيد كامل من النقاط في أربع مباريات. بينما تعرضت إيطاليا لخسارة موجعة في أول مباراتين من التصفيات، واحدة منها كانت أمام نجم النرويج إيرلينغ هالاند الذي قاد فريقه لفوز ساحق.
وفقًا لقوانين التصفيات، فإن صاحب المركز الأول في المجموعة يتأهل مباشرة إلى كأس العالم. على الرغم من أن إيطاليا لديها مباراتين أقل من النرويج، إلا أن فرصها في اقتناص المركز الأول تبدو ضئيلة. الفارق في النقاط والتحديات الأخرى تجعل الطريق نحو التأهل محفوفًا بالمخاطر.
يُضاف إلى التحديات أن إيطاليا تعاني من فارق أهداف سيء بمقدار 12 هدفاً مقارنة بالنرويج. هذه الأرقام تشير إلى أن الطريق الأكثر واقعية للتأهل سيكون عبر الأدوار الفاصلة، وهو السيناريو الذي فشلت إيطاليا في الوصول إليه في النسختين السابقتين.
في حديثه عن المهمة، عبّر غاتوزو عن أمله في تعزيز الشعور بالانتماء بين اللاعبين، مُشيرًا إلى أهمية الاستعداد للتضحيات ومواجهة الحقائق الصعبة. ودعا الجميع إلى عدم السماح للخوف بالتسلل إلى عقولهم، مؤكدًا على ضرورة وجود وحدة مطلوبة في هذه المرحلة.
تُعتبر بطولة كأس العالم لعام 2006 هي اللحظة الأبرز في تاريخ إيطاليا الحديث، حين توج الفريق باللقب العالمي، ويأمل غاتوزو في إحياء تلك الذكريات الجميلة، خصوصًا بعد الخروج من دور المجموعات في البطولتين الأخيرتين وتوالي الفشل في التأهل إلى النهائيات.
لتأمين مكان لها في الملحق، تحتاج إيطاليا إلى احتلال المركز الثاني، لكن الفريق الحالي يتخلف ثلاث نقاط عن إسرائيل التي تتصدر المركز الثاني حاليًا، مما يشير إلى أن المهمة المقبلة ستكون صعبة للغاية.
تُعَد مباراة إستونيا نقطة انطلاق فعّالة لغاتوزو ومحاولته لإعادة إيطاليا إلى قمة كرة القدم العالمية. تكمن التحديات في تحقيق انتصارات متتالية وفهم أهمية الفرق والتوجيه الصحيح. في ظل هذا الوضع، تأمل الجماهير الإيطالية أن تُحقق "الآتزوري" عودتها المظفرة إلى كأس العالم المقبلة.