تستعد أربع دول لاستضافة بطولة أوروبا لكرة السلة "يورو باكت 2025"، حيث تُقام البطولة في قبرص، بولندا، فنلندا، ولاتفيا. تُعتبر هذه المرة الأولى التي تستضيف فيها قبرص البطولة، مما يعكس تطور اللعبة في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وتعزز هذه البطولة اهتمام كرة السلة في أوروبا وسط تزايد عدد المشجعين في الدوري الأمريكي لكرة السلة. كانت أوكرانيا قد تم اختيارها كمضيف رئيسي ولكن الظروف الحالية أعادت توزيع الأدوار. تأمل الدول الأربعة في تقديم عرض مثير للفرق المتنافسة، إذ تبدأ البطولة في 27 أغسطس وتستمر حتى 14 سبتمبر، مع إقامة مرحلة المجموعات في جميع الدول الأربعة، بينما تُقام مرحلة الإقصاء في ريغا، لاتفيا.
تواجه البطولة تحديات سياسية ملحوظة، خاصةً فيما يتعلق بمشاركة إسرائيل في ظل الأوضاع الراهنة في غزة. وقد شهدت السنوات الماضية موقفًا مثيرًا للجدل، حيث رفضت بعض الفرق مثل فريق كرة السلة النسائي الإيرلندي مصافحة الفريق الإسرائيلي. منذ تأسيس البطولة منذ ما يقارب التسعين عامًا، طورت البطولة سمعتها ضمن مشهد كرة السلة العالمي، مع العديد من الأحداث المثيرة التي شهدتها سابقًا، مثل فوز إيطاليا على صربيا في النسخة الأخيرة.
تشير التقارير إلى أن الجماهير الأوروبية أصبحت تتابع البطولة بشكل متزايد، حيث سجلت النسخة الأخيرة من البطولة أعداداً قياسية من المشاهدين. فعلى سبيل المثال، تزايد عدد المشاهدين في إسبانيا ليصل إلى 3.75 مليون مشاهد خلال المباراة النهائية ضد فرنسا. ومع أن هذه الأرقام لا تقارن بأرقام الدوري الأمريكي للمحترفين، فإنها تظهر بوضوح أن كرة السلة الأوروبية في حالة نمو مستمر.
ستشارك مجموعة من نجوم الدوري الأمريكي في بطولة يورو باكت 2025، حيث يتصدر نيكولا جوكيتش وصربيا التنافس. يُعتبر جوكيتش من بين أفضل اللاعبين في العالم، يسعى لجلب اللقب لصربيا بعد أن عانت في البطولة السابقة. كما يخطط كل من يانيس أنتيتوكونمبو ولوكا دونسيتش لتمثيل بلديهما، اليونان وسلوفينيا، على أعلى مستوى. وتشير التوقعات إلى أن الأمل معقود أيضًا على اللاعبين الألمان مثل دينيس شرودر وفرانز فاغنر لتحقيق الانتصارات.
ترتبط قواعد اللعبة في بطولة يورو باكت ببعض الفروق عن الدوري الأمريكي، حيث يتكون كل ربع من 10 دقائق بدلًا من 12 دقيقة، مما يؤثر على طريقة اللعب. كما أن ساعة التسديد تُضبط لـ 14 ثانية بعد استحواذ الفريق على الكرة، وهو تغيير يفرض ضغطًا أكبر على الفرق. هذا التغيير يعزز أهمية كل possession ويقلص الفارق بين الفرق.
تعتبر صربيا من بين أقوى المرشحين للفوز بالبطولة، حيث تفتخر بوجود عدد من النجوم الذين نشطوا في الدوري الأمريكي. ومع ذلك، يواجه الفريق تحديات كبيرة نتيجة غياب بعض اللاعبين الأساسيين مثل فيكتور ويمبانياما عن فرنسا. وتُعتبر إسبانيا، حامل اللقب، في وضع صعب حيث فقدت النجوم الأساسية من جيلها الذهبي. هناك أيضًا تركيا التي تعد من الفرق الواعدة في البطولة.
تتمتع ألمانيا بأمل كبير في تحقيق النجاح في هذه البطولة، خاصة بعد فوزها ببطولة العالم في 2023. يتوقع أن يتصدر فرانز فاغنر ودينيس شرودر الفريق، وتعزيز ثقة الجمهور بعد الأداء القوي في السنوات الأخيرة. كما أن زيادة دعم نحو الهيكل الإداري والاحترافي لكرة السلة في ألمانيا تعكس مدى جاذبية هذه اللعبة في البلاد.
في النهاية، يتطلع مشجعو كرة السلة في أوروبا إلى بطولة يورو باكت 2025، التي تعد فرصة مثالية لإظهار المواهب والتنافسية على مستوى عالٍ. إن البطولة ليست فقط فرصة للفرق لتحقيق المجد، بل أيضًا لتحفيز المشجعين وزيادة شعبية كرة السلة في جميع أنحاء القارة.