أصدرت خدمة تسوية المنازعات الرياضية المستقلة، المعنية بمنازعات الرياضة غير الهادفة للربح، وثيقة مكونة من 314 صفحة تكشف عن تفاصيل قضية تتعلق بالمراهنات الغير قانونية. وراء هذه الوثيقة، تبرز مجموعة من المعلومات التي تُلقي الضوء على ممارسات غير مقبولة في عالم الرياضة.
احتوت الوثيقة على معلومات متعددة، بدءً من آراء المدير الفني السابق ديفيد مويز حول البطاقات الصفراء، إلى المحادثات التي جرت في صالونات في البرازيل. نتائج اللجنة تشير إلى أن الاتحاد الإنجليزي قد ادعى وجود 542 رهانًا، بلغ مجموعها 46,758.83 جنيه إسترليني، من 253 مراهنًا مختلفًا. هذا الادعاء يعكس عائدًا جماعيًا قدر بـ 213,703.81 جنيه إسترليني، مما يُظهر صافي ربح يبلغ 166,944.98 جنيه إسترليني.
رغم هذه الادعاءات، أشارت اللجنة إلى أن قضية الاتحاد الإنجليزي كانت مبنية بالكامل على الأدلة الظرفية. ووصفت قرار تقديم أدلة من موظف التحقيق، توم آسلي، بأنه "غريب" و "عيب واضح". وأوضحت اللجنة أن الأدلة التي قدمها الاتحاد لم تعتمد على شهادات خبراء مستقلين، بل انطلقت من نتائج محقق النزاهة.
قالت اللجنة إن الدور الذي أُعطي لأدلة آسلي مثير للجدل، حيث اعتمدت القضية بشكل أساسي على تقييمه، دون تقديم أي شروحات أخرى تدعم الحيادية المتوقعة من خبير مستقل. على الرغم من ذلك، أشار آسلي إلى أن المراهنات على اللاعب بوكيتا "تبدو منظمة للغاية".
في مفاجأة، لم تؤيد المستشار القانوني للاتحاد الإنجليزي تقييم آسلي واعتبرت ذلك "مُتروكًا دون أي تفسير". وفي الوقت نفسه، أشار الاتحاد إلى أنه يمكن ربط 27 من بين 253 مراهنًا باللاعب، لكن صرح بوكيتا بأنه لم يكن لديه علاقات وثيقة مع سوى خمسة منهم، وأن المحادثات كانت نادرة ولا تتعلق بشؤون المراهنات.
خلصت اللجنة إلى أن تحليل بيانات المراهنات لم يقدم تفسيرًا قاطعًا للبقعة المتنازع عليها. وأكدت أنه يتطابق مع تفسيرات بديلة، مما يثير تساؤلات حول دقة الأدلة المقدمة. في السياق ذاته، عبر نيك دي ماركو، أحد أعضاء الفريق القانوني لبوكيتا، عن سعادته ببراءة موكله من جميع التهم المتعلقة بالتثبيت الموضعي.
تعد هذه القضية واحدة من أكبر القضايا المرتبطة بالمراهنات في تاريخ الرياضة، إذ تمثل حكمًا قد يكون الأطول زمنًا على هذا الصعيد. يتضح من التفاصيل المستخلصة أن القضية تتعلق بعدد من التهم الخطيرة، ولكن الأدلة المقدمة لم تكن كافية لإثبات صحة هذه الادعاءات. تمثل هذه الحالة درسًا مستفادًا حول أهمية الدقة والموضوعية في تناول قضايا المراهنات الرياضية.