تُعتبر أساليب اللعب والسيطرة التي طبقها المدرب بيب غوارديولا جزءًا لا يتجزأ من هوية أفضل الفرق التي قام بتدريبها. ومع بداية موسم جديد في الدوري الإنجليزي الممتاز، بدأت جماهير مانشستر سيتي تأمل بأن تكون انطلاقة الفريق قوية ومبشرة. وقد بدا أن الأمور على ما يرام عقب انتصار ساحق على فريق وولفز 4-0 في الجولة الافتتاحية، مما جعل المشجعين يعتقدون أن المشاكل التي واجهها الفريق خلال الموسم الماضي قد تم حلها.
لكن الأمور سرعان ما أخذت منحى غير متوقع، حيث شهد الفريق هزيمة في الجولة الثانية أمام برايتون، مما أعاد للذاكرة مسألة عدم الاتساق التي سيطرت على أداء الفريق طوال الموسم الماضي. فقد نجح غوارديولا في السيطرة على أحداث الشوط الأول، محصورًا حظوظ برايتون في تهديد مرمى سيتي بشكل كبير.
دخل اللاعب إيرلنج هالاند سجل الأهداف بتسجيله هدفه الثمانين في الدوري للنادي، ليُظهر مهاراته الكبيرة. إلا أن تبديلاً رباعياً أجراه المدرب فابيان هيرزيل بعد مرور ساعة من المباراة أحدث تغييرًا ملحوظًا، إذ دخل كل من جيمس ميلنر، براجان جرودا، جورججينو روتر وياسين أياري للمشاركة في المباراة.
تغيرت سيطرة المباراة ليبدأ برايتون في تهديد مرمى سيتي، وتمكن من التعادل عبر ركلة جزاء سجّلها ميلنر، قبل أن يسجل جرودا الهدف الثاني في اللحظات الحاسمة. هذه الهزيمة تركت أثرًا عميقًا على معنويات لاعبي سيتي والجهاز الفني، مما دعا بيب غوارديولا للإعلان عقب المباراة: "لقد اعترفنا بهدفين. كنا ممتازين لمدة ساعة واحدة."
أضاف غوارديولا أنه بعد الهدف، فقد اللاعبون التركيز: "كنا نفكر في العواقب بدلاً من مواصلة اللعب." وشدد على أنه يحب الكثير من جوانب أداء فريقه، لكنه لم يستطع إخفاء استيائه من عدم قدرتهم على تحويل السيطرة إلى نقاط. “هذه ليست سوى مباراة واحدة. الموسم لا يزال في بدايته وهناك طريق طويل أمامنا.”
بينما يتطلع الفريق إلى الأمام، يُذكر أن مانشستر يونايتد قد حقق لقب الدوري في موسم 1992-1993 بعد أن استقبل خسارتين من أصل ثلاث مباريات أولى، مما يُظهر أن الأمور قد تتغير بشكل سريع في عالم كرة القدم.
وفي هذا السياق، أشار حارس مرمى ميدلسبرو السابق مارك شوارزر إلى أهمية إعادة النظر في استراتيجيات الفريق: "لقد عادت الأمور إلى لوحة الرسم لمانشستر سيتي. لا يزال هناك الكثير من الأسئلة حول هذا الفريق وبيب غوارديولا." وتابع موضحًا أن الفريق يتعرض لصعوبات لم يسبق أن عايشها من قبل، مما يستدعي ضرورة البحث عن حلول عاجلة.
وهكذا، فإن مانشستر سيتي في بداية موسم جديد مليء بالتحديات والفرص. قد تكون الهزيمة أمام برايتون هي النقطة انطلاق للتركيز على تحسين الأداء والتعلم من الأخطاء. تبقى الآمال قائمة على أن يجد الفريق الاتساق الذي يحتاجه لتحقيق أهدافه في الموسم الحالي، حيث لا يزال هناك وقت كاف لتصحيح المسار.