كان أسلوب اللعب الذي اتبعه بيب جوارديولا في مانشستر سيتي يعتمد بشكل كبير على إدرسون، والذي كان يشكل جزءاً أساسياً من هيكل الفريق في بناء الهجمات من الخلف. ومع ذلك، تشير الأدلة الحالية إلى أن التعاقد مع الحارس دوناروما قد يواجه تحديات في تقديم نفس الأداء الذي تميز به إدرسون، خاصة في خط الوسط، حيث عُرف البرازيلي بخبرته الكبيرة وقدرته الفائقة على التمرير.
مرت ثماني سنوات على بدء إدرسون مسيرته كحارس مرمى أساسي للسيتي، حقق خلالها الفريق ستة ألقاب دوري وكأس دوري أبطال أوروبا. لقد أحدث إدرسون ثورة في دور حراس المرمى في الدوري الإنجليزي، ليس فقط بفضل قدرته الفائقة على التصدي، ولكن أيضاً من خلال قدرته على تقديم ثمانية تمريرات حاسمة خلال مسيرته.
في تصريحاته لـ BBC Radio 5 Live، أكد حارس مرمى مانشستر سيتي السابق بيتر شميتشيل على أهمية إدرسون في أسلوب لعب الفريق، قائلاً: "إن الطريقة التي يحب بها بيب اللعب جعلتهم من أنجح الفرق في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، وذلك بفضل سيطرة إدرسون المذهلة على الكرة."
هناك تساؤلات حول قدرة دوناروما على تقديم نفس المستوى من الأداء، حيث أشار شميتشيل إلى أن الحراس يجب أن يكونوا مستعدين للتكيف مع أسلوب لعب الفريق، مشيراً إلى أن دوناروما قد لا يملك نفس القدرة على اللعب تحت الضغط مثل إدرسون. "قد يكون لدى دوناروما موسم جيد مع باريس سان جيرمان، لكن لا يزال الأمر بعيداً عن كونه إدرسون. لا أحد يمكنه أن يكون مثل إدرسون."
الصورة غير واضحة حتى الآن بالنسبة لمانشستر سيتي، حيث لم يُعلن رسمياً عن قرار إدارته بشأن إدرسون. فهل كان هناك ضغط من اللاعب على مغادرة النادي؟ وهل كان مدير الفريق يخطط لمنع أي نوع من الضغط على اللاعب لتفادي تضييع الطاقة؟ هذه الأسئلة تظل بدون إجابات.
تبقى الأنظار موجهة نحو الموسم المقبل لمعرفة كيف سيتعامل مانشستر سيتي مع هذا التغيير الكبير في مركز حراسة المرمى. مع استمرار دوناروما في الرغبة في إثبات نفسه كحارس مرمى بداية، سيكون من المثير للاهتمام رؤية كيف سيتكيف مع ما يتطلبه اللعب في فريق بهذه القوة والنجاح.
مغادرة إدرسون تعني انتقال مانشستر سيتي إلى مرحلة جديدة، حيث سيحتاج الفريق إلى التأقلم مع هذا التغيير الكبير في أسلوب اللعب. بينما يمتلك دوناروما الموهبة اللازمة لتقديم أداء جيد، فإن تطور الفريق في المستقبل سيعتمد على كيفية تكييفه مع النظام الجديد ومدى قدرته على تحقيق النجاحات التي سعى إدرسون لتحقيقها.