سجل المهاجم التشيلي، توني أسبريلا، 9 أهداف في 11 مباراة أوروبية مع نيوكاسل، مما يجعله الأبرز على صعيد تسجيل الأهداف في تاريخ النادي خلال هذه المنافسات، حيث لم يتمكن من تحقيق نفس الإنجاز في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال 48 مباراة.
عند انتقاله من بارما الإيطالية إلى نيوكاسل في فبراير 1996 بمبلغ 6.7 مليون جنيه إسترليني، لم يكن من المتوقع أن يظهر أسبريلا بشكل سريع. حيث استمتع بأجواء سابقة للمباراة بغمس نفسه في كوب من النبيذ الأحمر. لكن هذا لم يمنعه من التألق بعد انتقاله، حيث قاده مدربه كيفن كيجان للعب في مباراة ضد ميدلسبره بعد أيام من وصوله.
شهدت مباراة ميدلسبره أول ظهور له، حيث قام بتعديل مجريات المباراة بعد أن كان نيوكاسل متأخراً 1-0. وقد ساهم هدفه في عودة الفريق للفوز 2-1، ليترك انطباعاً راسخاً عن موهبته وتأثيره السريع على الفريق في لحظات حرجة.
صرح اللاعب ألبرت بأن "مجرد وصوله أحدث فارقًا في الفريق". ويؤكد أن "الأداء المتميز مثل هذا لا يمكن أن يقوم به سوى اللاعبين العظماء." وهذا يشير إلى أهمية أسبريلا ودوره في تعزيز ديناميكية الفريق في تلك الفترة.
بعد بداية الموسم، فاز نيوكاسل في 7 من آخر 8 مباريات، لكن كيجان شعر بأن الفريق بدأ يفقد عنصر المفاجأة. ليقوم بعد ذلك بتعديلات على التشكيلة لاستيعاب أسبريلا بشكل أفضل؛ حيث تغيرت أدوار اللاعبين وتم نقل بيتر بيردسلي إلى الجانب الأيمن لتعزيز الهجوم.
وتحدث بيل جيليسبي عن التغيير في "توازن الفريق" وأهمية توظيف الأدوار بشكل صحيح، مشيراً إلى أن بيردسلي لم يكن بنفس فعالية أسبريلا في الجناح. كما أشار إلى أنه كان أصغر لاعب في الفريق ولم يكن لديه الجرأة لمواجهة المدرب مباشرة.
تجدر الإشارة، إلى أنه بجانب أسبريلا، تعاقد نيوكاسل أيضاً مع ديفيد باتي، والذي أضاف بعداً جديداً للخطط التكتيكية للفريق. وأكد جيليسبي أن هذين اللاعبين قدما إضافة حقيقية.
على الرغم من قدم نيوكاسل عطاءً مميزاً، إلا أن انزلاق الفريق في الترتيب بعد خسارة اللقب لصالح مانشستر يونايتد أثر سلباً على أسبريلا وزملائه. ومع ذلك، اعتبر كيجان أن اللوم لا يجب أن يقع على عاتق أسبريلا أو باتي وحدهما، مشيراً إلى تراجع الأداء من جانب عدد من اللاعبين الرئيسيين.
تظل مسيرة أسبريلا في نيوكاسل واحدة من الصفحات اللامعة في تاريخ النادي، حيث استطاع تجاوز التحديات وبناء سمعة قوية كلاعب موهوب ومؤثر. تأثيره الواضح في فترة قصيرة أثبت أن التحول السريع يمكن أن يحدث عندما يُعطى اللاعب الفرصة لإظهار إمكانياته.