تشهد مباريات يورو 2025 في سويسرا إقبالًا جماهيريًا كبيرًا، حيث تجذب نجوم كرة القدم العالمية مثل فرق برشلونة وبايرن ميونيخ وتشيلسي. تبدو كرة القدم النسائية، وكأنها باتت تقترب بشكل غير مسبوق من كرة القدم للرجال، مما يعكس تحولًا إيجابيًا في النظرة العامة للعبة.
على الرغم من هذا التقدم، لا يزال هناك تحديات واضحة في مجال المساواة بين الجنسين في عالم كرة القدم. تبقى فجوة الأجور بين الرجال والنساء قائمة، مع وجود اختلاف ملحوظ في التنوع العرقي في فرق السيدات مقارنة بنظرائهم من الرجال. يعكس غالبية لاعبات كرة القدم تباينًا أقل مما يجب، على الرغم من الجهود المستمرة لتحقيق شمولية أكبر في اللعبة.
تشير الدراسات إلى أن جمهور كرة القدم النسائية يتكون من شريحة سكانية أصغر سنًا وأكثر تنوعًا من جمهور كرة القدم للرجال. وقد وصف بعض المشجعين الأجواء في المدرجات بأنها أكثر انفتاحًا وترحيبًا، وهو ما يجذب مشجعين جدد، بما في ذلك مجتمع الميم.
تواجه إنجلترا انتقادات حول عدم كفاية التمثيل العرقي في تشكيلتها. إذ لم يكن لديها إلا ثلاثة لاعبات من أصل أفريقي، مما يعكس نسبة 13% فقط، وقد زادت هذه النسبة حاليًا إلى 17% فقط، مما يشير إلى أن هناك حاجة ملحة لتحسين التنوع والمساواة في اللعب.
في ألمانيا، الوضع مشابه، حيث تواجه فرق السيدات تحديات في تحقيق التنوع. فالجوانب الثقافية والاجتماعية تؤثر بشكل كبير على مشاركة اللاعبات ذوات الجذور المهاجرة، مما يحتم على الفرق النظر في طرق لتعزيز التمثيل.
تعتبر فرنسا أحد النماذج البارزة في الدمج في كرة القدم النسائية. حيث أظهرت الفرق الفرنسية تنوعًا لافتًا يلبي توقعات الجماهير، مما يمكنهن من تمثيل البلاد على أفضل وجه.
تسعى العديد من الاتحادات إلى تشجيع الفتيات والسيدات على الانخراط في اللعبة من خلال مبادرات وبرامج تعليمية، حيث ارتفع عدد الأندية التي توفر فرصًا لكرة القدم. هذه الجهود تهدف إلى إحداث فرق حقيقي على مستوى الهياكل الأساسية للعبة.
تعمل اتحادات حول العالم على تسهيل الوصول لكرة القدم على مستوى القاعدة، مما يعني تنوعًا أكبر في الفرق النخبوية. وهذا يعكس فهمًا أكبر لأهمية دمج الصغار والشابات في اللعبة.
أطلقت سويسرا مبادرات مثل "زوريكيك"، الذي يوفر تدريبات مجانية لكرة القدم للفتيات في المدارس، مما يضمن وصول الفتيات إلى اللعبة في بيئة آمنة ومرحب بها.
تتواصل رحلة كرة القدم النسائية نحو تحقيق شمولية أكبر وتنوع أكبر. على الرغم من التحديات القائمة، فإن هناك خطوات إيجابية تُتخذ، سواء من خلال الأجواء في المدرجات أو المبادرات المجتمعية. يتعين على الأندية والاتحادات الاستمرار في دعم الأجيال القادمة لضمان تحقيق مزيد من المساواة والتمثيل في عالم كرة القدم.
