أعلن نادي برشلونة الإسباني عن قراره بضم شعار "الدكتور كونغو - هارت أوف إفريقيا" إلى قمصان لاعبيه التدريبية اعتباراً من الموسم المقبل، وذلك في اتفاق يمتد لأربع سنوات مع جمهورية الكونغو الديمقراطية. هذه الشراكة تهدف إلى تعزيز الوعي الدولي بملف البلاد الثقافي والرياضي.
تفيد التقارير بأن الاتفاق سيكلف جمهورية الكونغو الديمقراطية حوالي 44 مليون يورو، لكن إدارة النادي لم تكشف عن القيمة المالية المفصلة التي ستحصل عليها. ويثير هذا الترتيب بعض الانتقادات من قبل عدد من مواطني الكونغو الذين يشككون في أولويات الحكومة، خاصةً مع التحديات المالية المزمنة التي تواجهها رابطة كرة القدم المحلية.
ردت السلطات في جمهورية الكونغو الديمقراطية على هذه الانتقادات، مشيرةً إلى أن الاتفاق سيساهم في رفع مستوى التعريف بالبلاد على الصعيد الدولي، ودعم السياحة والرياضة.
كجزء من الصفقة، يعتزم برشلونة استضافة معرض ثقافي في ملعب "كامب نو"، يهدف إلى عرض التنوع الثقافي والتقاليد الرياضية للكونغو. وصرح وزير الرياضة الكونغولي، ديدييه بودمبو، بأن الاتفاق يتضمن أيضاً تنظيم معسكر تدريبي لـ 50 لاعباً شاباً و10 مدربين.
سيتضمن النشاط أيضاً معسكرات للأطفال في مجموعة متنوعة من الألعاب الرياضية، مثل كرة السلة وكرة اليد والهوكي العجلات. يهدف النادي من هذه الأنشطة إلى تعزيز الوعي الرياضي والثقافي للكونغو.
سعى "الدكتور كونغو" في السنوات الماضية لتوقيع شراكات مع أندية رياضية عالمية، بما في ذلك نادي ميلان الإيطالي ونادي موناكو الفرنسي. وقد اعتبر بودمبو هذه الشراكات جزءاً من استراتيجية "إعادة وضع" جمهورية الكونغو الديمقراطية كمركز رئيسي للفرص السياحية والاستثمارية في المنطقة.
على الرغم من الانتقادات غير المريحة، فإن جمهورية رواندا قد أبرمت أيضاً اتفاقات رعاية مع أندية كرة القدم الأوروبية مثل أرسنال الإنجليزي، حيث يتضمن التعاون وضع شعار "زيارة رواندا" على قمصان اللاعبين. بينما يتشارك كل من باريس سان جيرمان وبايرن ميونيخ في صفقات مماثلة.
عانت رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية من مشكلات سياسية، حيث وُجهت اتهامات لرواندا بدعم المتمردين في الشرق الكونغولي. وقد نفى المسؤولون الروانديون هذه الاتهامات، مشيرين إلى أنها "إلهاء" عن القضايا الحقيقية. في السياق، كان لوزير الخارجية الكونغولي تصريحات حول "أخلاق" هذه الاتفاقيات.
على الرغم من الانتقادات، أكدت الحكومة الرواندية أنها تُعتبر هذه الشراكات فرصة لتعزيز العلاقات الرياضية والثقافية، مشيرة إلى اتفاقية سلام وُقعت مؤخرًا مع جمهورية الكونغو الديمقراطية تهدف إلى إنهاء صراعات دامت لعقود.
منذ تفشي جائحة كوفيد-19، واجه الدوري الوطني لكرة القدم تحديات كبيرة بسبب نقص التمويل، مما أدى إلى صعوبة التنقل داخل البلاد. هذا الوضع زاد من حدة الانتقادات تجاه هذه الاتفاقيات الأوروبية، وسط مخاوف من تجاوزها لقضية حقوق الإنسان.
بينما يسعى نادي برشلونة لتعزيز شراكته مع جمهورية الكونغو الديمقراطية، تظل هناك تساؤلات حول الاستدامة والآثار المحتملة على الوضع السياسي والاجتماعي في البلاد. يبقى أن نرى كيف ستؤثر هذه الاتفاقيات على صورة الكونغو على الساحة الدولية وكذلك على كرة القدم المحلية.
