تسود حالة من الجدل حول إمكانية البقاء على قيد الحياة للمتسلقين في الجبال، خاصة في ظل التغيرات المناخية السريعة. فدرجة الحرارة المتزايدة تترك تأثيرات واضحة على المناطق الجبلية في باكستان، حيث شهدت هذه المناطق حوادث مميتة مثل وفاة إحدى نجوم الرياضة الألمانية بسبب تكرار سقوط الصخور. وقد أصبحت هذه الحوادث أكثر شيوعًا نتيجة لذوبان الثلوج وتحرك الصخور.
يعتبر جبل "لايلا" الذي يبلغ ارتفاعه 6096 مترًا في جبال كركورام من أكثر الجبال المهيبة، وقد شهد تغيرات ملحوظة خلال السنوات الماضية. قبل عقدين، كان الجبل مغطى بطبقة سميكة من الثلج، بينما الآن أصبحت المناطق الواسعة منه عارية من الثلوج، مما يهدد محبي رياضة التزلج والتسلق. الظروف المناخية القاسية أثرت بشكل كبير على الشكل الجغرافي للجبل ومخاطر التسلق فيه.
يستوجب التغير المناخي أن تعدل الحملات الجبلية مواعيدها، حيث يشير الخبراء إلى أن الرحلات يجب أن تُنظم في أوقات سابقة من السنة. وصرح أحد المتسلقين المشهورين بأن المخاطر تزداد في بعض المناطق، مما يتطلب استراتيجيات جديدة للتسلق تتماشى مع الظروف المتغيرة.
تتواجد بعض الأماكن على ارتفاعات تفوق 5500 متر، حيث تتساقط الأمطار بدلاً من الثلوج، مما يزيد من التحديات التي تواجه المتسلقين. يُعتبر ذوبان الثلوج خطرًا بشكل خاص، حيث يساهم في انهيارات ثلجية وسقوط صخور، مما اضطر بعض الرحلات إلى إلغاء صعودها هذا الصيف. يتزايد الشعور بالقلق من أن الجبال أصبحت أقل أمانًا بكثير، مما يحتم إعادة النظر في خطط التسلق.
تتفاقم الأحداث الجوية القاسية في المناطق الجبلية بسبب تغير المناخ، حيث تعرضت الجسور إلى الانهيار نتيجة الأمطار الغزيرة. هذه الكوارث البيئية تؤثر على سلاسل التوريد وتعيق حركة المتسلقين. تُظهر التقارير أن 18 شخصًا لقوا حتفهم نتيجة انهيار الجسور، مما يزيد الأمور تعقيدًا للمسافرين والمتسلقين.
هناك مخاوف كبيرة بشأن تأثير تلك التغيرات البيئية على السياحة الجبلية، وهي مصدر الرزق للعديد من السكان المحليين. إذا تدهورت ظروف التسلق، فقد يُفقد المرشدون المحليون الوظائف، مما يؤثر بالسلب على الاقتصاد المحلي في مناطق مثل إيفرست. يؤدي هذا الوضع إلى الحاجة الملحة لحث الحكومات الصناعية على التدخل لمكافحة تأثيرات التغير المناخي.
يستمر القلق في الارتفاع مع تزايد المخاطر الناتجة عن تغير المناخ. تحتاج الدول النامية إلى دعم أكبر لمواجهة هذه التحديات. على مدى السنوات الماضية، تم تسليط الضوء على تأثير تغير المناخ على المناطق الجبلية، ولكن المناشدات لاتزال غير مسموعة بشكل كامل.
تُعتبر التغيرات المناخية تمثل تهديدًا متزايدًا لرياضة تسلق الجبال، حيث تتغير الظروف البيئية بشكل سريع. تسعى المجتمعات المحلية إلى الحفاظ على سبل عيشهم، مما يستدعي اتخاذ تدابير فعالة من قبل قادة العالم لمواجهة هذه التحديات. تعتبر التحذيرات الأخيرة تذكيرًا بمدى ضرورة التعاون العالمي في مواجهة أزمات المناخ السريعة.