تحولت مسيرة وداد إبراهيم، الإدارية ومساعدة مدرب ألعاب القوى في نادي الشارقة الرياضي للمرأة، إلى قصة ملهمة تشجع الآخرين على تحدي الصعاب. في عمر الثلاثين والثلاث، واجهت وداد مرضها بشجاعة وعادت إلى الميدان الرياضي، متسلحةً بشغفها للرياضة والموسيقى، رغم تلقيها العلاج الصحي المستمر.
عبرت وداد، في تصريحات صحفية، عن أن العلاجات الكيميائية المنتظمة لم تُطفئ شغفها بالرياضة، بل منحتها طاقة إضافية. وقالت: "وجودي في الميدان هو مصدر طاقتي، وأطمح لأن أكون المدربة الأفضل في الخليج والعالم العربي. التدريب بالنسبة لي أسلوب حياة".
أوضحت وداد أن دورها كمساعدة مدرب في ألعاب القوى يمكّنها من نقل تجربتها كلاعبة سابقة للدعم والإلهام. وأضافت: "هدفي هو صناعة جيل جديد من البطلات، لدي الرغبة في تقديم كل ما أستطيع لمساعدتهن في تحقيق أهدافهن".
تحدثت وداد عن الدعم الكبير الذي تتلقاه من عائلتها، وخصت بالذكر شقيقتها (أم هند)، قائلةً: "هي مصدر الإلهام والدافع الأول لي". وأكدت أن "كل تحدٍ يمكن تجاوزه بالعزيمة والإصرار".
ولأول مرة، كشفت وداد عن شغفها بالموسيقى، إذ تعزف على آلة الأورغ. وأشارت إلى أن فهمها للإيقاع ساعدها في تنظيم حركة الدوران قبل رمي المطرقة، حيث لكل رمية إيقاع خاص. قالت: "الموسيقى تمنحني الهدوء وتحافظ على توازني".
تعتبر وداد نادي الشارقة الرياضي للمرأة "البيت الثاني" لها، حيث تلقت الدعم من الإدارة منذ اليوم الأول. وأشارت إلى دعم قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، بعلاجها. وقالت: "قدمت لي المؤسسة كل ما أحتاجه لأعود للميدان، ومنحتني الفرصة لإعادة بناء نفسي".
بدأت وداد رحلتها الرياضية كلاعبة كرة سلة في نادي الشارقة الرياضي للمرأة، لكنها سرعان ما اكتشفت شغفها الحقيقي بألعاب القوى، تحديداً في رمي المطرقة. وقد حققت نجاحات ملحوظة على الصعيدين المحلي والدولي، حيث أحرزت ميداليات ذهبية وفضية في عدة بطولات.
حققت وداد ميداليات ذهبية في دورة الأندية العربية للسيدات في عام 2012، وفي الدورة الخامسة لرياضة المرأة في 2017، وكذلك بطولة غرب آسيا للأندية في 2018. كما أضافت إلى سجلها الميداليات الفضية في بطولات 2014 و2016 و2020، وانتهت مشوارها التنافسي ببرونزية في دورة الألعاب الخليجية الثالثة في 2022.
تُعد قصة وداد إبراهيم نموذجاً يُحتذى به في القوة والعزيمة، إذ تمكنت من مواجهة المرض وتحقيق أحلامها في عالم الرياضة. تشكل رحلتها مصدر إلهام للعديد من الرياضيين والرياضيات، وتؤكد على أهمية الدعم والأسرة في تجاوز التحديات، مما يمنح الجميع الأمل لتحقيق أهدافهم الرياضية.