في خطوة غير متوقعة، نظر دونالد ترامب إلى إمكانية امتلاك فريق كرة قدم أمريكي كوسيلة لتعزيز علامته التجارية. في عام 1983، واستجابة لإحدى طموحاته الاستثمارية، قام بشراء فريق جنرالات نيو جيرسي، الذي لم يكن قد بلغ من العمر 37 عامًا بعد، ليصبح جزءًا من دوري تاريخي.
كانت جنرالات نيو جيرسي من الأعضاء المؤسسين لدوري USFL، الذي انطلق في ربيع عام 1983 ولكنه لم يتداخل مع اتحاد كرة القدم الأمريكي. تمكن الدوري الجديد من استقطاب نجوم كرة القدم من كل من اتحاد كرة القدم الأمريكي والبطولات الجامعية، مما أدى إلى إشعال الحماس بين الجماهير.
تحسنت نتائج فريق الجنرالات خلال الموسمين اللذين ترأسهما ترامب، إلا أنهم خسروا في المرحلة الأولى من التصفيات في كل من عامي 1984 و1985. ورغم أن أداء الفريق كان جيدًا، لم يكن ترامب راضيًا تمامًا عن المسار الذي اتخذته USFL.
أوضح ترامب منذ البداية رغبته في تحويل USFL من دوري ربيعي إلى منافس مباشر لاتحاد كرة القدم الأمريكي. لم يكن هذا جزءًا من الخطة الأصلية للدوري، لكن في أغسطس 1984، استطاع ترامب إقناع مالكي الفرق بالتصويت على إعادة جدولة الدوري ليكون في فصل الخريف.
بعد شهرين من هذه الخطوة، تقدم الدوري بدعوى ضد انتهاك قوانين الاحتكار ضد NFL، بقيادة ترامب. انطلقت المحاكمة في مايو 1986، حيث جادل محامو USFL بأن NFL قد تآمرت للسيطرة على عقود البث التلفزيوني. كانت المطالبات المالية في الدعوى تبلغ 1.7 مليار دولار.
كان ترامب يأمل في أن يؤدي دمج الدوري إلى الحصول على امتياز في NFL، حيث كان يتخيل إقامة ملعب يحمل اسمه في مانهاتن. استمرت المحاكمة لمدة 42 يومًا، وفي النهاية، وجدت هيئة المحلفين أن NFL كانت "احتكارًا غير قانوني"، لكنها لم توجه انتقادات لباقي ادعاءات USFL ومنحتها تعويضًا ضئيلًا قدره 3 دولارات فقط.
مع تراكم الديون الكبيرة على عاتق الدوري، انهار بعد أيام من صدور الحكم، مما أثر بشكل كبير على مستقبل الفرق. وفي كتاب يتناول تاريخ USFL، وُصف أحد المحلفين ترامب بأنه "شخص متغطرس وغير مرحب به" خلال المحاكمة.
في سياق آخر، قدم ترامب ومفوض NFL بيت روزل روايات متباينة حول اجتماع عُقد في مارس 1984، يدعي فيه روزل أنه أبلغ ترامب بأنه طالما أنه أو أي من ورثته في NFL، فلن يمتلك ترامب أبداً امتيازًا في الدوري.
تُظهر رحلة ترامب في عالم كرة القدم الأمريكية كيف يمكن لطموحات فرد واحد أن تؤثر بشكل كبير على مستقبل المؤسسات الرياضية. على الرغم من الجهود والتحديات التي واجهها، إلا أن الانهيار المبكر لدوري USFL يعد درسًا يحمل في طياته الكثير من العبر حول الاستثمار والقيادة.
