أثارت مشاركة ساحر مختص بالألعاب البهلوانية في سحب قرعة بطولة يوروبا ليغ ردود فعل متباينة بين جمهور كرة القدم. حيث قام ماريو دانييل، الساحر الذي اشتهر بعروضه البهلوانية، بوضع يديه على إناء مليء بالكرات، ثم فاجأ المشاهدين بظهور الدخان، ليختفي بعده محتوى الإناء بالكامل، في مشهد غير معتاد خلال سحوبات البطولة.
عقب هذا العرض اللافت، أعلن الإتحاد الأوروبي لكرة القدم أن القرعة ستكون رقمية بالكامل، على غرار ما حدث في قرعة دوري أبطال أوروبا. ولإضفاء لمسة إضافية على الحدث، قام أسطورة نادي تشيلسي، إيدين هازارد، بالضغط على "الزر الساحر" لسحب الفرق وخصومها، مما أثار تساؤلات عديدة بين الجماهير حول الهدف من وجود الساحر.
أثارت هذه الفعالية جدلاً كبيراً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تباينت آراء الجماهير بين استغراب وانتقاد. كتب بعض المغردين: «جلبوا ساحراً لقرعة يوروبا ليغ كي لا يكون هناك شك في وجود تلاعب فيها»، في حين عبر آخرون عن حيرتهم بقولهم: «أنا تائه هنا، قلبت القناة لأشاهد القرعة ورأيت عرضاً بهلوانياً مكانها».
تحت عنوان "ترويج جيد قبل القرعة"، أشار بعض المتابعين إلى أن استخدام الساحر قد يكون بمثابة علامة للحفاظ على مصداقية القرعة. ومع ذلك، تساءل الآخرون إذا ما كان من الضروري الاعتماد على مثل هذه الطرق لجذب الانتباه إلى سحب القرعة، حيث اعتبر البعض أن التركيز على مهنية العملية كان ينبغي أن يكون أولى الأولويات.
يأتي هذا العرض في وقت تشهد فيه كرة القدم تنافساً محموماً لجذب الأنظار، خاصة مع تزايد الاهتمام العالمي بالدوريات الأوروبية الكبرى. حيث يُعتبر جذب الجماهير إلى مثل هذه الفعاليات أحد التحديات الكبيرة التي تواجه القائمين على تنظيم الدوري. هذا الأمر دفع البعض إلى التفكير في أساليب جديدة وغير تقليدية لتحقيق هذا الهدف.
بينما يعتبر الكثيرون أن دمج الفن مع الرياضة قد يكون خطوة مستدامة، يبقى التساؤل حول ما إذا كانت مثل هذه الفعاليات ستلقى قبولاً دائماً في أوساط الرياضيين وعشاق اللعبة. وقد يسهم السعي لجذب الأنظار في خلق تجارب جديدة للمشجعين، بشرط أن تسير هذه التجارب جنباً إلى جنب مع احترام الطابع الرياضي للفعاليات.
في النهاية، تظل سحب قرعة يوروبا ليغ حدثاً متميزاً، ولكن ظهور الساحر أثار الكثير من الجدل والأسئلة حول كيفية تعامل الإتحاد الأوروبي لكرة القدم مع ضرورة الحفاظ على مصداقية هذا الحدث وما إذا كانت هذه الطرق فعلاً تسهم في تحقيق هذا الهدف. تبقى ردود أفعال الجماهير مؤشراً على أهمية استمرارية تطوير الفعاليات الرياضية بما يتناسب مع تطلعات عشاق اللعبة.
