تشير الأجواء المحيطة بمباراة الدربي في إبروكس إلى تزايد الغموض حول أداء الفرق الاسكتلندية. حيث باتت تعليقات توني بلوم، مالك نادي برايتون آند هوف ألبيون، تحمل معنى جديدًا بعد التعادل غير المرضي الذي خيم على الأجواء. برزت رؤيته الصعودية حول نادي هارت أوف ميدلوثيان، مما أثار جدلًا واسعًا في الأوساط الرياضية.
في الشهر الماضي، ذكر بلوم، الذي يمتلك حصة بنسبة 29% في هارت أوف ميدلوثيان، أن النادي لديه “فرصة جيدة جدًا لإنهاء الموسم في المركز الثاني على الأقل”. تأتي هذه التصريحات في إطار سعي النادي لتحسين مركزه وتقديم أداء يليق بتاريخه العريق.
يستفيد نادي هارت أوف ميدلوثيان من تقنيات برنامج Bloom's Jamestown Analytics، الذي ساهم بشكل كبير في نجاح نادي يونيون سانت-جيليواز في بلجيكا، حيث توج بلقب البطولة لأول مرة منذ 90 عامًا في الموسم الماضي. هذه الاستراتيجيات تتحول إلى واقع ملموس، مما يزيد من تفاؤل جماهير النادي.
توقع العديد من المحللين والنقاد الرياضيين أن تكون تعليقات بلوم مثار سخرية في أنحاء البلاد. وبعد مرور شهر على تلك التصريحات، شهدت مواجهة سيلتيك ورينجرز واحدة من أسوأ المباريات في تاريخ الديربي، مما فتح المجال أمام تساؤلات حول الأداء الرياضي في إسكتلندا.
عانى فريق رينجرز، تحت قيادة المدرب مارتن، من فشل في تحقيق أي تسديدة على المرمى خلال المباراة الأخيرة، بينما أن فريق سيلتيك، بقيادة بريندان رودجرز، لم يتمكن أيضًا من الحضور القوي، مما أدى لتبديد آمال الجماهير التوقعات حول تحسن الأداء.
أثار بلوم تساؤلات جديدة حول فرص فريق هارت أوف ميدلوثيان في المنافسة الحقيقية على الألقاب بعد أن أظهر قدرة على التحدي. هذا الرأي يتفق معه المدرب السابق لفريق القلوب، روبي نيلسون، الذي إدعى أنه في بداية الموسم، كانت التوقعات تشير إلى موسم تنافسي واحد، والآن قد يكون هناك ثلاثة أندية تتصارع على اللقب.
لكن ما الذي قام به هارت أوف ميدلوثيان لتغيير الوضع؟ إضافة على استقطاب 10 لاعبين جدد بأسلوب Jamestown Model، قام النادي أيضًا بتعيين المدرب ديرك ماكنيس، الذي يتمتع بخبرة واسعة في كرة القدم الاسكتلندية ويعتبر أحد أبرز الأسماء في الساحة الرياضية.
خلال انطلاق هذا الموسم، كان على فريق القلوب التركيز على تحقيق الأهداف المتأخرة والعودة بالنتائج، حيث جمع 10 نقاط من مبارياته الأربع الافتتاحية. هذا الأداء يعد بمثابة مؤشر قوي لمستقبل النادي، لكن التحدي يكمن في المنافسة المستمرة مع فرق مثل سيلتيك.
تمثل تصورات توني بلوم وتماسك هارت أوف ميدلوثيان دلالة على التحول الذي يحدث في الساحة الرياضية الاسكتلندية. بينما تستمر الفرق في العمل على تحسين أدائها، يبقى السؤال عن مدى قدرة هارت أوف ميدلوثيان على تحقيق طموحاته في المنافسة على الألقاب مفتوحًا، مما يجعل المشهد الكروي في إسكتلندا يستحق المتابعة. الإصلاحات والتغييرات التي تشهدها الفرق قد تعيد تشكيل الخارطة الرياضية في الموسم الجاري.