افتتحت بطولة العالم لألعاب القوى، واحدة من أبرز الأحداث الرياضية على المستوى العالمي، في العاصمة اليابانية طوكيو يوم السبت. تجمع الآلاف من عشاق الرياضة في الملعب الوطني لمتابعة السباق النهائي لمسافة 35 كيلومترًا للمشي، الذي كان بمثابة بداية مثيرة للبطولة.
شهد اليوم الأول حضورا جماهيريا كبيرا، حيث تواجد حوالي 35 ألف متفرج في الملعب، رغم أن الطاقة الاستيعابية حملت إمكانية توفير مزيد من المقاعد. ستكون هناك جلسات إضافية مُجدولة على مدار البطولة التي تستمر حتى 21 سبتمبر، مما يزيد من التشويق والإثارة بشكل يومي.
مع اقتراب البطولة، أعلن اتحاد ألعاب القوى العالمي عن إعادة فرض إلزامية إجراء اختبارات جينية للرياضيين الراغبين في المشاركة بفئة الإناث، وذلك لتحديد جنسهم. وقد أفاد الاتحاد بأن نحو 95% من الرياضيات المشاركات قد أكملن اختبار SRY قبل الموعد النهائي في 1 سبتمبر.
تسبب اختبار الجنس في جدل واسع، حيث اعتبر الكثيرون أنه مؤشر غير موثوق لتحديد الهوية الجنسية. وأوضح بعض الخبراء أن الكروموسوم "Y" قد يكون موجودًا لدى بعض النساء دون أن يمنحهن أي ميزة فسيولوجية تميزهن عن الرجال.
وفِي سياق آخر، واجه رياضيون من فرنسا صعوبات بعد أن أُجبروا على إجراء الاختبارات خارج البلاد بسبب حظرها محليًا لأسباب غير طبية. ومع ذلك، لم يكن معروفًا بعد إذا ما تم استبعاد أي رياضية من المشاركة في الفعاليات النسائية بناءً على النتائج.
انسحب الجدل حول اختبارات الجنس إلى النقاشات الاجتماعية والسياسية، حيث اعتبر بعض منتقدي النظام أنه يعكس صراعات ثقافية متواصلة، خاصة فيما يتعلق بحقوق الرياضيين المتحولين جنسياً في الفئات النسائية.
دافع سيباستيان كو، رئيس اتحاد ألعاب القوى العالمي، عن سياسة الاختبار، مشيرًا إلى أنها تسهم في "حماية وتعزيز سلامة الرياضة النسائية". مما يدل على أهمية ضمان العدالة والمساواة في المنافسات.
من ناحية أخرى، شهدت المنافسات لحظات ملهمة، حيث حقق إيفان دنفي من كندا الفوز في سباق المشي، تلاه المتسابقة الإسبانية ماريا بيريز. كما أبدعت الجماهير اليابانية دعمها للمواطن هاياتو كاتسوك، الذي حقق نجاحاً مميزاً وحظي بتشجيع كبير من الحضور.
تركزت بقية فعاليات اليوم على الأحداث الميدانية مثل رمي القرص ورمي الجلة، مما يضمن استمرارية متنوعة للأحداث على مدار البطولة. دشَّن سيباستيان كو البطولة بوصفها "أكبر حدث رياضي لهذا العام"، مع انتظار نتائج مثيرة في الأيام المقبلة.
في الختام، تعد بطولة العالم لألعاب القوى منصة هامة للاحتفاء بالمواهب الرياضية وتقديم لحظات ترفيهية لا تُنسى. ومع حالة النقاشات حول القضايا المعاصرة، تبقى الرياضة ساحة لتسليط الضوء على حقوق الأفراد والعدالة.
