يبدو أن الرميات الطويلة عادت بقوة إلى الساحة الرياضية، حيث تتزايد هذه التكتيكات بشكل ملحوظ في الدوري الإنجليزي الممتاز. على وجه الخصوص، ألهمت تجربة روري ديلاب بتلك الرميات منذ قدومه إلى ستوك في عام 2008، حيث أحدثت تأثيرًا كبيرًا عبر استخدامها كوسيلة فعّالة لتغيير ظروف المباراة.
شهدت المباراة الأخيرة بين برنتفورد وتشيلسي تطورًا ملحوظًا في استخدام الرميات الطويلة، حيث نجح فابيو كارفالهو في تسجيل هدف التعادل في الدقيقة الأخيرة بفضل رمية طويلة من كيفن شاد، مما يبرز براعة برنتفورد في هذه التقنية. وبهذا، يُظهر النحل قدراتهم في الاستفادة من هذا السلاح التكتيكي، حيث أحرزوا سبعة أهداف من الرميات الطويلة منذ بداية الموسم الماضي، وهو رقم يُعبر عن تفوقهم في هذا الجانب.
ليس هناك من ينكر أن الجمال ليس في صلب التركيبة التكتيكية للرميات الطويلة، لكن الفاعلية هي ما يُعتبر الأهم. فقد صرح كيث أندروز، مدرب برنتفورد، بأن هناك شعورًا بوجود بعض التسلل في اتخاذ القرارات أثناء اللعب من خلال سيناريوهات كهذه. ويبدو أن الفرق الكبرى أصبحت تتبنى هذا النهج، مما يقدم دعماً لممارساتهم.
في المقابل، قامت إدارة تشيلسي ببحث الأمر بجدية، حيث قدم إنزو ماريسكا، المدرب، توصيات لتجنب التنازل عن الأهداف من الرميات الطويلة. أكد على أهمية عدم السماح بالرميات من الأساس، مشيراً إلى أن لاعبي برنتفورد يمتلكون مهارات متميزة في تنفيذ هذه الرميات، مثل كايود وجنسن وشاد.
وصف أهل الخبرة في اللعبة، مثل آشلي ويليامز، الصعوبة المرتبطة بالدفاع عن الرميات الطويلة، موضحين أن الفرق تستعد للدفاع عن الزوايا والركلات الحرة، لكن غالبًا ما تغفل الرميات الطويلة. فجعلها تأتي من زوايا مختلفة يُنتج فوضى تتطلب أن تكون الفرق أكثر استعدادًا وتركيزًا في هذا الجانب.
من جانب آخر، أكد شاي، حارس مرمى جمهورية أيرلندا السابق، أن الرميات الطويلة تضيف نوعًا من الإنعاش للعبة، حيث أنها تُدخل القليل من الأسلوب القديم في تقدير المنافسات. هذا أسلوب يختلط بين الاستراتيجية الحديثة والطرق التقليدية، مما يؤدي إلى تقديم كرة قدم ديناميكية ومثيرة.
إن الرميات الطويلة ليست مجرد تكتيك بدائي، بل أصبحت تشكل جزءًا أساسيًا من استراتيجيات الفرق في الدوري الإنجليزي. ومع تزايد فعالية هذا الأسلوب، يجب على الفرق أن تتبنى إعدادات دفاعية جديدة لمواجهة التحديات التي تنجم عن هذا النوع من الهجمات، مما يجعل الأمر أكثر إثارة للجماهير والمشجعين على حد سواء.