أكدت قمة الجولة الرابعة من دوري أدنوك للمحترفين بين شباب الأهلي والنصر أن قوة الدفاع قد تكون العامل الحاسم في انطلاقة الفرق هذا الموسم. تمكن شباب الأهلي من مواصلة نجاحاته، حيث تصدر الترتيب برصيد 10 نقاط، جمعها من ثلاثة انتصارات وتعادل واحد، مسجلاً أربعة أهداف دون أن تستقبل شباكه أي أهداف في جميع مبارياته، وهو إنجاز غير مسبوق في تاريخه بعد حدوثه في موسمي 1973-1974 و1987-1988، لكنه الأول منذ انطلاق دوري المحترفين. ويعكس هذا الأداء القوي بداية هائلة للشباب في الجوانب الدفاعية بفضل الانضباط التكتيكي والتعاون الفعّال بين عناصر خط الدفاع وحارس المرمى.
على الرغم من خسارة النصر بصعوبة أمام شباب الأهلي بهدف نظيف، إلا أنه خرج بأرقام مميزة ودفاع قوي لم يشهده منذ سنوات. فقد استقبل الفريق هدفًا واحدًا فقط في أول أربع مباريات، مقارنةً بـثمانية أهداف في نفس الفترة خلال الموسمين الماضيين. هذا التطور يعكس الجهود الكبيرة التي يبذلها المدرب، فلادان يوكانوفيتش، في تحسين التنظيم الدفاعي على المستويين الجماعي والفردي.
تظهر المقارنات التاريخية مدى التطور الكبير الذي تمر به المنظومة الدفاعية للنصر. في الموسم الحالي، استقبل الفريق هدفاً واحداً فقط، بينما كان الرقم 8 في الموسمين السابقين و3 أهداف في موسم 2022-2023 و5 أهداف في موسم 2021-2022. هذه الأرقام تعتبر دليلاً واضحاً على العمل الكبير الذي قام به الجهاز الفني لتطوير أداء الفريق.
شملت الأسماء المؤثرة في تحسين الفريق اللاعب الغاني مينساه والكولومبي أغوديلو، الذين قدما أداءً متميزًا في التغطية والدفاع، وساهما في تعزيز قوة الفريق الدفاعية. أما على مستوى الهجوم، فإن النصر عانى من عدم القدرة على إنهاء الهجمات بالشكل الصحيح، حيث سجل هدفين فقط في أربع مباريات، مما يدعو إلى مزيد من الفاعلية في الجزء الأخير من الملعب.
أكد عبدالرحمن محمد، قائد المنتخب الوطني السابق، أن النصر أظهر تطوراً ملحوظاً في منظومته الدفاعية خلال الجولات الأربع الأولى من دوري أدنوك، حيث لم يستقبل سوى هدف واحد، وهو ما يعكس قوة التنظيم الدفاعي. وأوضح أن على الرغم من التحسن، إلا أن بعض الأخطاء الفردية لا تزال تظهر، خاصة في التعامل مع الكرات الثابتة، وهو ما استغله شباب الأهلي للتسجيل.
تؤكد الجولة الرابعة من الدوري أن كلا من شباب الأهلي والنصر دخلا مرحلة جديدة من المنافسة على المستوى الدفاعي، حيث سجل الأول رقماً تاريخياً بشباك نظيفة، بينما استطاع الثاني إعادة بناء جدار دفاعي قوي يعكس الجهود الكبيرة من قبل المدرب.
في الختام، يمكن القول إن انطلاقة الفرق في دوري أدنوك تعكس إصراراً ورغبة في تحقيق الإنجازات، ويبدو أن التحديات القادمة ستبقى مثيرة ومليئة بالمنافسة.