يبدو أن جوزيه مورينيو، المدرب الشهير، قد بات أكثر حكمة وهدوءًا في تعامله مع الأحداث في عالم كرة القدم. حيث صوّر نفسه على أنه "أكثر إيثارًا" و"أقل غرابة"، وهو ما يُظهره بوضوح منذ عودته إلى التدريب في البرتغال. وذلك على الرغم من أن أولئك الذين تابعوا مسيرته يعرفون أنه لا يزال يحتفظ بشغف كبير لكرة القدم.
أكد المدرب الجديد لنادي بنفيكا أنه لم يعد إلى البلاد من أجل "شن حرب" ضد فريق بورتو، حيث تساءل العديد عن دوافعه وراء هذه العودة. ولم ينسَ مورينيو أن يشير إلى زميله السابق أندريه فيلاس بواش، والرئيس الرياضي فريدريكو فارانداس، وذلك في محاولة لتأكيد روح التعاون بدلًا من التنافس.
على الرغم من التأكيدات، لا يزال الهوس يدور حول مسيرته. في حديثه، أكّد بيسييرو، أحد المسؤولين في النادي، أن مورينيو يقبَل الهزيمة بطريقة مختلفة، حيث قال إن "آخرين يكتفون بالهزيمة، لكنه يحارب!". وأوضح أنه لا يزال يعيش من أجل كرة القدم، ودائمًا يسعى لتحقيق الفوز.
في أسبوعه الأول مع بنفيكا، لم يتردد مورينيو في التعبير عن أهدافه بشكل صريح، حيث سعى للتأثير على قرارات التحكم في الفيديو. ولم يتوانَ عن مناقشة الحكم سيرجيو جيلهو، مطالبًا بتوقيع العقوبة على حارس مرمى ريو أفي بسبب إبطاء اللعب خلال مباراة تعادل فيها الفريق.
ظهر ثبات شخصية مورينيو عندما انتقد فريقه علنًا، مُشيرًا إلى أنهم "ساذجون" بعد التنازل عن هدف التعادل المتأخر. وكان هذا السلوك مألوفًا لمحبي الكرة، حيث تجلى أسلوبه القوي في التعامل مع المواقف الصعبة.
يتذكر كالو، اللاعب الذي انضم إلى تشيلسي في عمر العشرين، كيف كانت شخصيته القوية وتأثيرها عليه. وقد أشاد بصدقه وشجاعته، قائلًا "إنه لن يخدعني أبدًا"، وهو ما أعطى انطباعًا قويًا حول كيفية إدارته للفريق.
استمر كالو في مشاركة ذكرياته، حيث تحدث عن رد الفعل القوي لمورينيو بعد أن سجل ضد إنتر ميلانو في عام 2010، حيث كان يصرخ معبرًا عن انزعاجه من عدم أداء كالو كما كان يتمنى وقت أن كان تحت قيادته.
وبعد تعيينه في بنفيكا، أوضح مورينيو للاعبين أنه سيكون "مباشرًا للغاية"، وتعهّد بأنه سيخبرهم "بالكثير من الأشياء الجيدة وكذلك الكثير من الأشياء السيئة"، مما يضمن شفافية في التواصل.
يظهر جوزيه مورينيو مرة أخرى كقوة فاعلة في عالم كرة القدم، مع إصراره على تحقيق النجاح من خلال أسلوب قيادي صادق ومباشر. يمتلك اللاعبون والجماهير الكثير من الآمال في ما يمكن أن يقدمه خلال فترة تدريبه في بنفيكا. إن عودة مورينيو قد تكون مليئة بالتحديات، ولكن شغفه وإصراره هما طريقه لتحقيق النجاح.