في مواجهة "كلاسيكو" أخرى مثيرة، حقق برشلونة انتصارًا مثيرًا على غريمه التقليدي ريال مدريد بنتيجة 3-2، في مباراة جرت يوم السبت. بهذا الفوز، تمكن برشلونة من إحراز البطولة الثانية له في الموسم بعد الفوز بكأس ملك إسبانيا للمرة الثانية والثلاثين في تاريخه، معززًا موقعه كأحد الأندية الأكثر تتويجًا باللقب. يذكر أن برشلونة استعاد عافيته بعد هزيمته الثقيلة أمام ريال مدريد في كأس السوبر (2-5) وفي مباراة الدوري الذهاب (0-4).
جاءت هذه المواجهة "الماراثونية" لتظهر مجموعة من العوامل الأساسية التي ساهمت في حصول فريق المدرب الألماني هانزي فليك على اللقب. في المقابل، تعرض المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي لخيبة أمل جديدة، حيث خسر الكلاسيكو الثالث له هذا الموسم، مما جعل مستقبله مع الفريق موضع تساؤل.
هناك أربعة عوامل رئيسية كانت وراء هذا الانتصار الكاتالوني. أولها هو الشاب لامين جمال (17 سنة) الذي أبهر الجميع بمهاراته، حيث قدم تمريرتين حاسمتين ولم يتردد في مواجهة دفاعات ريال مدريد بحركاته الإبداعية. وقد أثبت ما كان يتمنى تحقيقه قبل المباراة من خلال اقتباسه القوي على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قال: "الصمت أبلغ من الكلام".
بالإضافة إلى لامين، كان هناك المدرب الخبرة الذي أحدث تغييرًا جوهريًا في أداء الفريق من خلال خطته التكتيكية المتقنة. استطع المدرب قراءة مجريات المباراة جيدًا، مما ساعد على تغيير شكل الفريق وتحقيق نتيجة إيجابية أمام أنشيلوتي. كما تمكن برشلونة من تنفيذ خطة مصيدة التسلل بفاعلية، مع تخليه عن فكرة الاستحواذ التقليدية، مما أضفى ديناميكية أكبر على الأداء العام. ومن النقاط المهمة أيضًا، كانت التعليمات حول ضرورة التسديد نحو حارس مرمى ريال مدريد، تيبو كورتوا، باستخدام كرات أرضية صعبة.
أيضًا، تمكن برشلونة من استغلال الأخطاء الدفاعية في فريق ريال مدريد واستغلال المساحات. تمثل ذلك في لمسات لامين جمال الدقيقة التي أدت إلى هدف التعادل في الدقيقة 84.
يتحمل المدرب أنشيلوتي الجزء الأكبر من المسؤولية عن هذه الخسارة، والتي تعتبر الأسوأ له مع الفريق. فقد تلقت كتيبته 13 هزيمة حتى الآن، وهو رقم قياسي بالنسبة له خلال ستة مواسم.
تجلت الأخطاء في التشكيلة الأساسية التي اعتمد عليها أنشيلوتي، حيث اختار الفرنسي فيرلاند ميندي الذي كان غائبًا لمدة شهر ونصف. وكشفت المباراة عن خطأه عندما اضطر لاستبداله بسبب الإصابة في بداية الشوط الأول. كما اعتمد على لوكاس فاسكيز في مركز الظهير الأيمن بدلاً من الأوروغوياني فالفيردي، مما أظهر ضعف خطته.
كما قم المدرب بإجراء تغييرات حاسمة في الشوط الثاني، لكن تجاهل ضرورة استبدال فينيسيوس جونيور الذي كان في حالة تراجع سواء من حيث الأداء أو الفعالية على المرمى. ومن الواضح أن الخطأ الفادح الذي ارتكبه لوكا مودريتش، قائد ريال مدريد، كان له تأثير كبير على نتيجة المباراة، حيث تسبب بشكل مباشر في هدف فوز برشلونة.
قرأ المزيد عن الكلاسيكو الإسباني هنا و أحدث أخبار الليغا هنا
