تعتبر حافلة "باص الخليج" شاهدًا حيًا على تاريخ البطولات الخليجية، حيث تمثل رمزاً للتراث الرياضي في دول مجلس التعاون الخليجي. تم تصنيع هذه الحافلة في عام 1958، وتستخدم منذ ذلك الحين في مختلف الفعاليات والمناسبات الرياضية. أنشئت لتكون وسيلة نقل للفرق والبعثات، وأصبحت تمتلك قيمة تاريخية وثقافية خاصة في البطولات التي كانت تُقام في دول الخليج، مما جعلها تحظى بشعبية كبيرة وسط الجماهير.
في إطار فعاليات خليجي 26، بدأت حافلة "باص الخليج" رحلتها عبر شوارع مدينة الكويت، حيث زارت مجموعة من المعالم البارزة، بما في ذلك أسواق المباركية وملاعب المباريات. كما كانت هناك العديد من المحطات التي شهدت التفاعل الكبير من قبل الجمهور الذي حرص على التقاط الصور التذكارية مع هذه الحافلة الأسطورية، مما ساهم في تعزيز روح الجماعة والمحبة بين الدول الخليجية. لطالما ارتبط اسم "باص الخليج" بأجواء الحماس والتحفيز الرياضي.
رغم قدمها، شهد "باص الخليج" عمليات إعادة تأهيل وتجميل لإعادته إلى حالته الأصلية. قام النحات المعروف أحمد البحراني بتزيين الحافلة، حيث أصدرت أعماله لمسة فنية تضفي جمالًا على المركبة التاريخية. من جهة أخرى، تم نسج المقاعد يدويًا بواسطة فلاحات من المنطقة، مما أضفى طابعًا محليًا مميزًا، حيث كُتبت على المقاعد كلمات تعكس روح التعاون والمحبة بين دول الخليج، مثل: "خليجنا واحد". هذه التفاصيل تجعل من الحافلة قطعة فنية مختلطة بالتاريخ والتراث.
يُعدّ جاسم الأسمر، سائق "باص الخليج"، شخصية محورية في قصة هذه الحافلة. ليس فقط لأنه يقودها، بل لأنه آخر صُنّاع الحافلات الخشبية في العراق، حيث ورث هذه المهنة عن والده. يؤكد جاسم على أهمية الحفاظ على التاريخ والتراث من خلال "باص الخليج"، ويرى أنه من الضروري لنقل ثقافة البصرة والكويت وباقي الدول الخليجية إلى الأجيال القادمة. يتمتع جاسم بشغف كبير تجاه هذه الحافلة ورحلتها، ويسعى جاهدًا لإبراز قيمتها التاريخية في كل مناسبة.
تُمثّل "باص الخليج" أكثر من مجرد حافلة؛ فهي تجسد روح التعاون والوحدة الخليجية. عبر مرورها عبر الزمن، وسّعت آفاق التواصل الاجتماعي والثقافي بين شعوب الخليج. تلاحم الجماهير في الفعاليات الرياضية وقت ظهور "باص الخليج" يعكس هذا الالتقاء، حيث أصبح يعتبر أيقونة مشعّة تمثل الهوية الخليجية بالدرجة الأولى.
في الختام، تعتبر تجربة "باص الخليج" رحلة فريدة تنقلنا إلى تاريخ مليء بالحكايات. فهي ليست مجرد وسيلة نقل، بل رمزٌ يكتمل صناعة بفضل جهود العديد من الأشخاص الذين جعلوا من بطولات الخليج مناسبة للاستعراض الثقافي والفني. لمزيد من المعلومات حول تاريخ الرياضة في الخليج يمكن الاطلاع على المصادر الذهبية المتنوعة مثل Gulf News وAl Jazeera.