شهدت حلبة ويندسور بارك توافد جماهير غفيرة ليلةً استثنائية، حيث لم يكن هناك فقط أداء مميز لبطل الملاكمة كارل فرامبتون، بل كانت أيضاً فرصة لمتابعة عودة البطل العالمي تايسون فوري في المعركة الثانية بعد فترة من انقطاعه.
على الرغم من أن اللقاء ضد فرانشيسكو كان عابراً وسيمر مرور الكرام، إلا أن الزخم المحيط بفوري ساهم في جعل تلك الليلة مميزة بلا شك. الجميع شعر بعودة فوري بثقة إلى الحلبة، مما سيعد الجمهور لصراع ملحمي قادم في شهر ديسمبر المقبل.
ومع اقتراب الوزن في فندق أوروبا، كان فوري في ذروة حماسه، حيث أطلق صرخاته المعروفة "فرقة القنابل"، في علامة واضحة على استعداده للعودة إلى المنافسة. كان الفندق نفسه له تاريخ مؤلم، حيث أصبح أحد الأماكن الأشد قصفاً في أوروبا خلال الأزمات الماضية، مما يضيف عمقاً للأجواء.
في خضم الأحداث، كان هناك حضور قوي لبطل الوزن الثقيل ديونتاي ويلدر الذي قاد حماسة الأجواء بظهوره في المطاعم والمحلات. حيث شهدت بلفاست مشاجرة مثيرة بين ويلدر وبيلي جو ساوندرز، حيث قام ساوندرز بإلقاء الدجاج في وجه ويلدر مما أدّى إلى مطاردته في شوارع المدينة. كان المشهد مثيراً للتساؤلات حول جو المعركة المرتقبة.
رغم الضجيج الكبير المحيط بفوري وفيلدر، إلا أن فرامبتون وجد في ذلك شيئًا إيجابيًا ساهم في تخفيف الضغوط عليه في ليلته المهمة. إذ أشار فرامبتون إلى أهمية وجود فوري على البطاقة التحضيرية، مؤكدًا أن ذلك منح له مزيدًا من الحرية بعيدًا عن الأضواء.
وعبّر فرامبتون عن اعتزازه بزيارة ويلدر له في غرفة تغيير الملابس لتقديم الدعم، حيث قال: "كنت أبحث عن طرق لأستعد، وأرغب في الظهور بأفضل حالاتي، وهو قد ألقى كلمات تحفيزية". كانت تلك اللحظات تعكس عمق التواصل بين الأبطال في رياضة الملاكمة، مما يزيد من حماس المشجعين قبل اللقاءات القادمة.
إن ليلة ويندسور بارك كانت أكثر من مجرد حدث رياضي، بل كانت تجسيداً للروح الحماسية للملاكمة، حيث اجتمعت أجيال من الأبطال في مكان واحد، مما ينعش الآمال لمعارك مستقبلية تكتب في تاريخ هذا sport. مع ترقب عشاق الملاكمة للثلاثية المرتقبة بين فوري وويلدر، يتضح أن عالم الملاكمة لا يزال يحتفظ بسحره وجاذبيته ليدفع الجميع نحو المتعة والإثارة.