أثار إعلان اختبار لاعب كرة القدم الشاب مودريك الإيجابي للكشف عن المواد المحظورة حالة من الجدل والدهشة في الأوساط الرياضية. حيث أوضح مودريك عبر حسابه الشخصي على إنستغرام أنه لم يستخدم أي مواد محظورة ولم يخالف أي قواعد. وأكد أنه يعمل بشكل وثيق مع فريقه القانوني للتحقيق في ملابسات هذا الأمر الغامض.
وقال مودريك في تعليقه: "لقد كانت هذه تجربة مفاجئة بالنسبة لي. أعمل بكل جهد من أجل الاستعداد للعودة إلى الملعب، ولكنني واثق أنني لم أفعل أي شيء خاطئ."
فريق مودريك القانوني وأقربائه يصرون على أن اللاعب لم يتعمد تناول أي مادة محظورة، متهمين وسائل الإعلام بترويج معلومات غير دقيقة. وتشير المصادر إلى أن مودريك قد اجتاز اختبار كاشف الكذب، مما يزيد من تعقيد الوضع الحالي.
وأكدت تقارير بي بي سي أن مودريك قد يكون تعرض لتأثير مادة "الألدونيوم"، وهي مادة محظورة منذ عام 2016، وقد تم استخدامها في العديد من الأحيان لعلاج مشكلات قلبية وعائية.
وعند التواصل مع جمعية كرة القدم الأوكرانية، لم تنكر الجمعية الأمور المطروحة، لكنها أكدت عدم وجود أي علاقة لموظفيها بتلك القضية. حيث قال أحد المسؤولين: "لا يمكننا التعليق على هذه المسألة، لأننا لسنا طرفاً فيها."
وأضاف المسؤول: "نحن على اتصال وثيق مع جميع المحامين المعنيين، ونسعى لتقديم كافة المعلومات المطلوبة. الوضع الآن يتطلب السرية، ولا يمكننا الإفصاح عن أي حقائق إضافية."
على الرغم من الإقامة الدائمة لمودريك في لندن، إلا أنه لم يتلق زيارة من الرئيس السابق لجمعية كرة القدم الأوكرانية، أندريه شيفتشينكو. ويبدو أن كل الأمور تحاط بالغموض، والصورة لا تزال غير واضحة حول كيفية تعاطي مودريك مع تلك المادة المحظورة.
المادة المذكورة، الألدونيوم، محظورة بسبب استخدامها في صورة غير قانونية، وهي تتواجد بشكل شائع في دول أوروبا الشرقية لعلاج أمراض القلب. ففي عام 2015، تم اكتشاف أن 13 رياضياً في الألعاب الأوروبية لقد استخدموا نفس المادة، وعادة ما يظهر تأثيرها عبر مختلف الرياضات.
ويذكر أن قضية المنشطات ليست بجديدة، حيث شهدت العديد من الرياضات حوادث مشابهة. فعلى سبيل المثال، تعرضت البطلة ماريا شارابوفا للإيقاف بعد اكتشاف استخدام مادة "ميلدونيوم" في عينة اختبارها، مما أثار ضجة كبيرة في عالم التنس.
قضية مودريك تمثل تحدياً كبيراً ليس فقط للاعب ذاته ولكن أيضاً للرياضة الأوكرانية بشكل عام. غموض ملابسات القضية ودفاع اللاعب يضفيان على الموضوع أبعاداً تتطلب المزيد من التحقيقات في المستقبل. تبقى الأعين مشدودة نحو نتائج هذه القضية وتأثيراتها المحتملة على مسيرة مودريك.