يمثل عودة فريق بيزا إلى دوري الدرجة الأولى الإيطالي لحظة تاريخية تحمل في طياتها ذكريات عزيزة لمشجعي النادي. فقد أثيرت ذكريات مشوقة من فترة سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، عندما شهدت البيزا أول ترقية لها في عام 1990.
في عام 1990، تمت ترقية بيزا إلى الدوري الإيطالي الممتاز، وهو ما أثار حماسة كبيرة بين الجماهير. وكانت تضم الفريق أسماء بارزة، من بينها دييغو سيميوني، المدير الفني الحالي لنادي أتلتيكو مدريد، والأرجنتيني خوسيه تشاموت، الذي برع في اللعب مع أندية كبرى مثل لاتسيو وأتلتيكو مدريد وميلانو.
ساهم الدعم الذي قدمه روميو أنكونيتاني، الرئيس الكاريزمي للنادي في تلك الفترة، في تحقيق النجاح. كان أنكونيتاني رمزًا حقيقيًا للنادي، حيث لعبت شخصيته الفريدة دورًا كبيرًا في تخطي التحديات.
شهدت بيزا نجاحات سابقة، حيث وصلت إلى نصف نهائي كأس إيطاليا في عام 1987، لكنها خسرت أمام نابولي، بقيادة الأسطورة دييغو مارادونا. كانت تلك الفترة تشتهر بالتحديات الكبيرة والنكسات.
تميزت شخصية أنكونيتاني بالخرافات العميقة، التي كان يقوم بها قبل كل مباراة على أرضه. ووفقًا للصحفية الرياضية أندريا مارتينو، كان يلقي كميات كبيرة من الملح الخشن حول الملعب لطرد الحظ السيئ.
كان أنكونيتاني يتابع المباريات أصابع يديه، بينما كان يلزم اللاعبين بتكرار الحركات والإيماءات التي تمت أثناء فوز الفريق. كانت تلك العادات تخلق أجواءً مميزة في المباريات.
على الرغم من البداية الإيجابية، تعرضت بيزا للهبوط بعد فترة من الأداء المتراجع، مما أدى إلى تكبد النادي خسائر مالية. سرعان ما أدت تلك الأزمات إلى إفلاس الفريق بعد ثلاث سنوات فقط من هبوطه.
عانت بيزا من عقود من الركود، حيث واجهت مشكلات مالية جسيمة أدت لطردها من رابطة كرة القدم الإيطالية في عام 2009. ومع ذلك، كانت هذه الفترة المظلمة بداية رحلتها البطيئة نحو العودة.
رغم التحديات التي واجهتها، بدأت بيزا في إعادة بناء نفسها والعودة إلى دوري الدرجة الأولى الإيطالي. تلك الرحلة تمثل عنصري الصمود والعزيمة لدى النادي وجماهيره.
تستمر بيزا في النضال لتحقيق المزيد من النجاحات في دوري الدرجة الأولى الإيطالي، حيث يسعى النادي لتحقيق تطلعات الجماهير التي تفتخر بتاريخها. العودة إلى الدرجة العالية تمثل بداية صفحة جديدة تحمل آمالاً كبيرة وطموحات في مستقبل مشرق.