في فترة استمرت لعشرين عاماً، منعت العقوبات الأندية الصربية من المشاركة في المنافسات الأوروبية، ولم تتجاوز مشاركة نادي ريد ستار في مرحلة مجموعة كأس الاتحاد الأوروبي ظهورين فقط منذ عام 1995. ومع ذلك، بدأ أبطال الصرب في السنوات الأخيرة في استعادة توازنهم مجددًا، حيث خاضوا أربعة مباريات في دوري أبطال أوروبا خلال السنوات السبع الماضية.
تواجه ريد ستار تحديات كبيرة، حيث أُقصِي الفريق من البطولة الأولى في الاتحاد الأوروبي بعد أن فشل في تجاوز الدور الفاصل، متعثرًا أمام منافسه سلتيك. لم يتمكن النادي من تحقيق طموحاته في التأهل لدوري أبطال أوروبا هذا الموسم، بعد أن قضى على آماله فريق بافوس القبرصي.
سيخوض نادي سلتيك مباراة مهمة أمام ريد ستار في ملعب راجكو، الذي يعتبر واحدًا من أكثر المواقع تحديًا في أوروبا. يسعى سلتيك، بقيادة المدرب بريندان رودجرز، إلى تحقيق فوز مهم في الرحلة الأوروبية هذه.
جزء من أسباب عدم وصول ريد ستار إلى دوري أبطال أوروبا يعود إلى مبيعاته الكبيرة خلال فصل الصيف، حيث حقق الفريق أكثر من 40 مليون جنيه إسترليني من ارتفاع أسعار اللاعبين، بما في ذلك رحيل فيليجكو ميلوسافليجفيتش إلى نادي بورنموث وأندريجا ماكسيموفيتش. هذه التحركات أثرت بالتأكيد على قدرة الفريق على المنافسة في الساحة الأوروبية.
بالرغم من الانتصارات السابقة، يواجه سلتيك أيضًا تحديات كبيرة في ظل الأداء الأوروبي المتقلب. عليهم أن يبقوا حذرين من العناصر المتميزة في ريد ستار، مثل ألكسندر كاتاي، الذي أظهر مهارات استثنائية بتسجيل 12 هدفًا في 13 مباراة، في حين حصل فريقه على لقب الدوري الصربي للموسم الثامن على التوالي.
فقد شهدت المباراة الأخيرة لسيلتيك، ضد جيرانهم اللدودين بارتيزان، تألق كاتاي ومجموعة من اللاعبين الشباب مثل فاسيليجي كوستوف البالغ من العمر 17 عامًا وماركو أرناوتوفيتش من الجبل الأسود. أرناوتوفيتش، الذي كان قد انضم إلى النادي وسط مشاعر مختلطة بعد وفاة مدربه السابق، يسعى لترك بصمة إيجابية في النادي.
بالنسبة لسلتيك، ستكون المباراة القادمة اختبارًا حقيقيًا لقدرتهم على العودة إلى الأداء الجيد في المنافسات الأوروبية. يحتاج الفريق إلى تفادي الأخطاء التي وقعت فيها السنوات الماضية ويجب أن يدركوا أن ريد ستار ليس فريقًا سهلًا، خاصةً بعد تعرضهم لخمس هزائم في الدوري خلال المواسم الخمسة الماضية.
تسعى الفرق لبناء سمعتها واستعادة مجدها على الساحة الأوروبية، ويُعتبر هذا الموسم فرصة جديدة لرياضة كرة القدم في المنطقة. كل فريق لديه دوافع قوية لتقديم أداء متميز وإبراز إمكانياته، مما يجعل المواجهة بين ريد ستار وسلتيك واحدةً من المباريات التي تُنتظر بشغف في عالم كرة القدم.
في الختام، يمكن القول إن هذه المواجهة تمثل أكثر من مجرد مباراة لكرة القدم؛ إنها تتعلق بالعودة والفرص والتحديات التي يواجهها كل فريق. ما زال الأمل يراود ريد ستار وسلتيك لاستعادة المجد الأوروبي، وسيكون الشغف والأداء العالي هما العاملان الرئيسيان في حسم النتائج.