طائرة اللاعب الاسكتلندي جوش دويغ لم تكن قد اعتادت على أي شيء قبل أن تهبط على مدرج إيطالي، حيث تم نقله سريعًا إلى جبال الألب للمشاركة في معسكر تدريبي قبل بدء موسم كرة القدم. جاء ذلك بعد توقيع اللاعب على عقده مع النادي الجديد في صيف عام 2022، حيث كان يتوقع رحلة أكاديمية مختلفة. وأوضح دويغ أنه عند وصوله إلى هيلاس فيرونا، طُلب منه حزم أمتعته مرة أخرى والشروع في رحلة دافئة إلى الجبال.
عبّر دويغ عن شعوره بالقلق في البداية بسبب عدم قدرته على التحدث باللغة الإيطالية، مشيرًا إلى أنها كانت تجربة مروعة ولكنه سرعان ما انتقل إلى حب هذا المكان. ظنّ أن توقيعه للانضمام إلى النادي سيعني قضاء بعض الوقت في وضع مريح، لكن بعد ساعتين من الوصول، وجد نفسه في جبال متعرجة يحتاج فيها إلى الجهد والاستعداد البدني.
تعتبر معسكرات ما قبل الموسم تقليدًا عريقًا في كرة القدم الإيطالية. حيث يختار العديد من الأندية ترك حرارة الصيف الساحق والتنقل إلى الهواء الجبلي المنعش والمناطق الخلابة في شمال إيطاليا. وفي تلك المعسكرات، يقضي اللاعبون أسابيع في التحضير المكثف لموسمهم المقبل.
وأوضح اللاعب أنه خلال ستة أسابيع من المناخات المختلفة، ينتقل إلى مدة مكثفة في المعسكر والتي تمتد إلى 17 يومًا في الجبال. وأفاد بأنه يشعر بأنها تجربة قاسية على جسده لكنها ضرورية لتحقيق تطور رياضي متميّز. ولم يخفِ دويغ شعوره بالألم والإرهاق في البداية، لكنه اعترف أنها تمنحه فرصة للاستفادة من تلك التجربة بشكل جيد.
بينما تفضل العديد من الأندية العالمية، وخصوصًا في الدوري الإنجليزي الممتاز، الانطلاق في جولات مربحة حول العالم، لا تزال "ريتيرو" تحتفظ بأهميتها الثقافية في دوري الدرجة الأولى الإيطالي. وعلّق دويغ بأن الجيل الجديد من اللاعبين قد نشأ مع هذه التقاليد التي تعزز من قيم التعاون والعمل الجماعي بين اللاعبين.
في صيف هذا العام، لم يكن نادي ميلان الوحيد الذي أخرج نفسه من أوروبا، بل زار هونغ كونغ وأستراليا، بينما اختارت عدة أندية أخرى متابعة التقليد بإقامة معسكرات في مناطق جبلية. وصرّح مدرب أودينيزي غوخان إينلر بأن الأجواء الجبلية، مع الهواء النقي والأكسجين الجيد، تساعد في تحسين الأداء البدني، وتعزز من تقارب العلاقات بين اللاعبين الجدد.
لقد أثبتت معسكرات ما قبل الموسم في جبال الألب أنها ليست مجرد أوقات لتطوير اللياقة البدنية، بل كذلك لتجربة ثقافات جديدة وبناء علاقات قوية داخل الفرق. بينما يُظهر اللاعبون الجدد انفتاحهم على التحديات والفرص التي توفرها هذه المعسكرات، فإنهم بالتأكيد يجدون في ذلك جذرًا في تاريخ كرة القدم الإيطالية العريق.