تعد تجربة الحديث مع اللاعب الإسباني سيسي كازورلا تجربة فريدة من نوعها، حيث يظهر شغفه الكبير وحبه للحياة رغم التحديات التي واجهها في مسيرته الرياضية. كانت السنوات التي قضاها في محاولة التعافي من الإصابات التي تعرض لها تجسد إرادته القوية في استعادة ما فقده.
تأثرت مسيرة كازورلا بشكل كبير بعد الإصابة التي تعرض لها خلال مباراة بين منتخب إسبانيا وتشيلي في عام 2013. تعرض لإصابة معقدة في الكاحل، وعلى الرغم من محاولاته للعودة إلى الملاعب، استمر الألم لعدة سنوات، مما دفعه للخضوع لعلاجات متعددة.
أثناء مسيرته، اضطر كازورلا لتجاوز تحديات جسدية ونفسية هائلة. واعترف بأنه لم يتوقع أن يحتاج لعمليات جراحية متعددة، إحداها أدت إلى عدوى تسببت في تآكل ما يقرب من 11 سم من وتر أخيل، مما كاد يكلفه ساقه.
خضع اللاعب لعملية إعادة بناء وتر أخيل، حيث استُخدم جلد من ذراعه اليسرى - التي تحمل وشم اسم ابنته - لتغطية الجزء المتضرر من الكاحل الأيمن. وأخبر الأطباء كازورلا أنه يجب أن يكون راضيًا بمجرد قدرته على المشي مجددًا، لكن اللاعب كان عازمًا على استعادة لياقته للعب مجددًا.
تحدث كازورلا عن الإصابات التي عانى منها، قائلاً: "لم أكن صدقًا في الطريقة التي في بها تأثرت. كنت أظن أن إصابتي بسيطة." خلال فترة العلاج، استمر في التفكير في إعادة التأهيل، وكان يتمنى العودة إلى الملاعب.
كازورلا اعتبر فترة العلاج من أصعب الأوقات في حياته، ليس فقط من حيث كرة القدم ولكن بشكل عام. "كنت بعيدًا عن عائلتي... يجب أن تقاتل إذا كان لديك حلم." هذه الكلمات تعكس حماسه وصموده أمام التحديات.
رغم إيمانه بقدرته على العودة، لم يكن لأرسنال نفس الرؤية. رغم تجديد عقده لفترة، إلا أنه لم يتمكن من تأمين تجديد آخر في عام 2018، ليعود إلى فياريال حيث أضاف مزيدًا من المباريات إلى سيرته الذاتية.
يتذكر كازورلا الفترات التي قضاها في أرسنال بشغف، مشيراً إلى أنه كان يتوق لتجديد عقده. على الرغم من وداعه للنادي، يبقى قريبًا من المدرب ميكيل أرتيتا.
بالنسبة لكازورلا، فإن ما سيأتي بعد ذلك في مسيرته الكروية سيكون شيئًا يتعلق بكرة القدم. وعبر عن استعداده دائمًا لسماع أي عرض من أرسنال، مشددًا على حبه للنادي الذي شكل جزءًا كبيرًا من حياته المهنية.
تعتبر قصة كازورلا تجسيدًا للعزيمة والإصرار. تطلعه نحو العودة والمضي قدمًا، مع التشبث بأمل العودة إلى الملاعب، يجعل منه مثالًا يحتذى للعديد من الرياضيين في جميع أنحاء العالم. يبقى حب كازورلا لكرة القدم دافعًا قويًا نحو المستقبل، متطلعًا إلى ما هو قادم بشغف كبير.