بعد تسجيل مانشستر سيتي الهدف، اتبع الفريق نهجًا دفاعيًا مخالفًا لما اعتاد عليه مدربه بيب غوارديولا. عكس أسلوب اللعب الهجومي الذي كان معروفًا به، لجأ السيتي إلى تعزيز الجانب الدفاعي، بتقليص المساحة الموجودة في وسط الملعب، مما صعّب على آرسنال إمكانية التمرير لمهاجمهم فيكتور غيوكيريس أو استدراج لاعبي خط الوسط إلى المناطق الحرجة. خلال الشوط الأول، نفذ السيتي خطة الدفاع بتشكيل 4-4-2، لكنهم سرعان ما انتقلوا إلى تشكيل 5-4-1 أو حتى 5-5-0 مع تقدم المباراة.
كانت هذه المباراة الثالثة لمانشستر سيتي خلال سبعة أيام، مما انعكس على أداء الفريق وقلة حيويتهم، بحسب ما ذكر غوارديولا. فرق مثل مانشستر سيتي تعاني عادة من ضغوط قوية عندما تواجه آرسنال، لكن الإرهاق أضطرهم للتراجع دفاعيًا. هذه الاستراتيجية سمحت لهم بتقليل الضغط الهجومي من قبل آرسنال، حيث قام السيتي باللعب بعمق لعدم التعرض لفرص خطيرة.
لم يكن الهدف من استراتيجيتهم الدفاعية هو فقط إيقاف طموح آرسنال الهجومي، بل كان يتضمن أيضًا تقليص الفرص المتاحة أمام النادي اللندني. ورغم أن آرسنال تمكن من تسجيل هدف التعادل في وقت لاحق، إلا أن غوارديولا أوضح أن هذا الهدف جاء نتيجة خطأ في التمركز الدفاعي وليس نتيجة تراجع الزوار.
سيطر آرسنال على الكرة بنسبة 68% خلال الشوط الثاني، لكن حضور الفريق الهجومي كان ضعيفًا، حيث لم يتجاوزوا أهدافهم المتوقعة 0.61. لعب آرسنال بتوازن بين الوسط والهجوم، حيث كان للاعبي خط الوسط مارتن زوبيميندي وريكاردو كالا فياري دور حاسم في بناء الهجمات.
يسعى مانشستر سيتي إلى تقليل فعالية آرسنال من خلال وضع عدد كبير من اللاعبين في وسط الملعب، مما يعني تقليص المساحات أمامهم للعب بين الخطوط. كما أُدخلوا تغييرات تكتيكية بهدف إبطاء هجمات آرسنال السريعة، مما جعل السيطرة على الملعب أحد أركان خطتهم الدفاعية.
بالرغم من أن من غير المعتاد أن يلعب مانشستر سيتي بمثل هذه الطريقة الدفاعية، أظهر غوارديولا تكتيكًا غير مألوف بتطبيق خطة بدون مهاجم تقليدي، خاصة مع تاريخه في انتقاده للفلسفات الدفاعية. حيث كان قد صرح سابقًا أن مواجهة تشكيل 5-5 يعتبر تحديًا كبيرًا.
في نهاية المطاف، اتضح أن الضغط والإرهاق قد أثر على أداء مانشستر سيتي، مما دفعهم لإعادة تقييم استراتيجيتهم الهجومية. وهذا يُظهر التحديات المستمرة التي يواجهها الفريق في الحفاظ على جودة أدائهم، خاصة ضد فرق مثل آرسنال التي تستفيد من أي تراجع في الدفاع.
في الختام، يُعتبر هذا التحول التكتيكي لمانشستر سيتي درسا في كيفية التعامل مع الإرهاق والضغوط الملقاة على عاتق الفرق خلال فترة المباريات المكثفة، مما يعكس التكيف والتطوير المستمر في استراتيجيات الفرق.
