لم يكن السباح الأولمبي الماسيو يخطط للوصول إلى ألمانيا، ولكن بعد مرور ما يقرب من عشر سنوات على وصوله إلى البلاد مع حوالي 1.2 مليون طالب لجوء آخرين، أصبح يأمل الآن في صنع منزله الدائم هنا.
في مقابلة حديثة أُجريت معه في قاعدة التدريب في هانوفر، قال الماسو: "لا أعتقد أن المنزل هو المكان الذي نشأت فيه. إنه حيث أشعر بأمان وراحة." يحمل هذا التصريح دلالات كبيرة، حيث تعكس تجربته كلاجئ مسار رحلة البحث عن انتماء جديد.
يعود أصل الماسو إلى مدينة حلب السورية، التي كانت ساحة معركة في الحرب الأهلية. خلال تلك الفترة، كان يتدرب على السباحة لأشهر بدون أي وسائل، مما شكل عائقاً كبيراً أمام تحقيق أحلامه الرياضية. "كان يجب أن أعتمد دائمًا على مدى أمان الوضع."، قال الماسو.
بعد التفكير مليًا، شق الماسو وشقيقه طريقهما إلى أوروبا عبر تركيا في رحلة طويلة وصعبة. ورغم أنهما كانا يهدفان للاستقرار في هولندا، إلا أن القوانين الأوروبية أجبرت على معالجة طلبات لجوئهم في ألمانيا.
على الرغم من أن الماسو يسعى للمضي قدماً، إلا أن آثار الحرب على مسيرته الرياضية لا يمكن تجاهلها. يقول: "لا يمكن أبداً تعويض الأضرار التي تعرضت لها خلال السنوات الأربع التي لم أتمكن فيها من التدريب."
تعلم الماسو السباحة في سن مبكرة على يد والده، واستلهم من إنجازات السباح الأمريكي مايكل فيلبس. في عام 2021، تحقق حلمه الكبير عندما تم اختياره لتمثيل فريق اللاجئين في أولمبياد طوكيو.
لحظة مؤثرة أثناء حفل الافتتاح، احتضن الماسو شقيقه MO، الذي كان يتسابق أيضاً في الترياتلون ممثلاً عن سوريا. توضح هذه اللحظة قوة الروابط الأسرية والتضامن بين اللاجئين وتعزيز روح الأمل في المستقبل.
يعمل الماسو حالياً على الحصول على الجنسية الألمانية، وقد تلقى دعماً كبيراً من شخصيات حكومية. وأكد أن مساهماته في تعزيز تكامل اللاجئين في المجتمع من خلال الرياضة والدعم الاجتماعي، ساهمت في تعزيز موقفه الإيجابي.
يعتبر موضوع التكامل والتعايش من القضايا الكبرى في المجتمع الألماني، خصوصًا مع تصاعد المشاعر المناهضة للهجرة. وفي ظل الانتخابات الفيدرالية وما تبعها من نتائج، يعبر الماسو عن قلقه من الآثار المحتملة للتوجهات السياسية.
رغم الأجواء السياسية الصعبة، يبقى الماسو متفائلًا بشأن مستقبله. في حال حصوله على الجنسية، يعبّر عن رغبته في تمثيل ألمانيا، بلده المتبني، في المنافسات الرياضية.
تمثل قصة الماسو مثالًا عن الإرادة القوية والطموح، إذ يسعى لإثبات أن كل شخص، بغض النظر عن خلفيته، يمكنه تحقيق أحلامه بالمثابرة والتكامل في المجتمع. تكشف مسيرته الرياضية ونضاله الشخصي عن أهمية الأمل والدعم المجتمعي في تشكيل مستقبل مشرق للاجئين.