لم تتمكن السنوات الثلاث الأخيرة مع كاواساكي أو موسمان مع ياماها من تقليل إرث ريتشارد ريا كأحد أعظم متسابقي الدراجات النارية. بينما قد يُشكك البعض في عطاءاته خلال هذه الفترة، لا يمكن تجاهل إنجازاته السابقة وتأثيره الاستثنائي على رياضة الدراجات النارية.
على الرغم من أن كاواساكي كانت تُعتبر الدراجة المهيمنة خلال العقد الماضي، فإن ريا لم يواجه فقط منافسيه، بل طمسهم بحرفية عالية. يعتبر ريا معيارًا يُقاس عليه المتسابقون الآخرون، حيث أظهر تفوقًا كبيرًا على زملائه في الفريق، بما في ذلك سايكس وأليكس لويز وليون هاسلام، الذين كان لكل منهما تجارب ناجحة في السباقات.
في ستة مواسم، فرّق ريا مسافة شاسعة عن منافسيه، إذ أنهى سايكس برصيد نقاط متباين (149، 51، 183، 231 نقطة) خلال تلك الأعوام. بينما كان هاسلام بعيدًا بفارق 382 نقطة، ولويز بفارق 171 نقطة في عام 2020. هذه الأرقام تعكس تمامًا حجم تفوق ريا على المستوى العالمي.
بينما تبقى الأسئلة حول ما كان يمكن أن يحققه ريا في سباقات MotoGP، فإن مسيرته التي تشمل فوزين في هوندا لا تُقارن بإرثه. إن وضعه كأحد أعظم المتسابقين عبر العصور مؤكد ولا يُشك فيه.
يُعتبر جوي دنلوب، الفائز بـ 26 سباقًا في جزيرة مان، أحد أعظم متسابقي الدراجات النارية على مر التاريخ، وكان له تأثير كبير في أيرلندا الشمالية. يناقش البعض أن إرثه يستمر في التواجد في فكر الكثيرين مثل ريا، مما يدل على الاحترام الكبير الذي يحظى به.
لا يزال المجتمع الرياضي يكرم جوي دنلوب حتى بعد 25 عامًا من وفاته، وهو الأمر الذي يشير إلى مدى قوة إنجازاته. وبالمثل، سيظل إرث ريتشارد ريا في عالم السباقات مستمرًا لعقود قادمة، وسيكون أثره حاضرًا في ذاكرة عشاق رياضة الدراجات النارية.
تمثل السباقات الأربعة الأخيرة من الموسم فرصة كبيرة للاحتفاء بإنجازات ريا. الجميع في حلبة سوبر بايك يتطلع إلى تقديم أداء مميز وربما صعوده إلى منصة التتويج، مما يعتبر تتويجًا رائعًا لمسيرته المبهرة.
ستظل إنجازات ريا تشكل مرجعًا في تاريخ سباقات الدراجات النارية، والعمق التصاعدي لنتائجه يُظهِر موهبة نادرة. لم تكن السجلات معدة للكسر فحسب، بل كانت مؤشرات على قدرة ريا على الارتقاء بمستوى رياضة الدراجات النارية إلى آفاق جديدة من التميز.