في السنوات الأخيرة، أصبح اسم "ديب" معروفًا في أوساط لعبة الكريكيت بعد تألقه في مباراة في إدجباستون، بيد أن قصته تبدأ من جذورها العميقة في قرية صغيرة في ولاية بيهار، التي تُعتبر من بين أكثر الولايات في الهند تحديًا اقتصاديًا.
وُلِد الشاب "عكاش"، المعروف بلقب "ديب"، في بيئة اعتبرت لعبة الكريكيت مقتصرة على الأغنياء. في تلك الأثناء، لم يكن هناك الكثير من الأفراد الذين يمارسون هذه اللعبة في منطقته، حيث كان صديقه فايبهاف كومار هو الوحيد الذي آمن بموهبته وجعله يدرك أهمية الشغف الكروي.
يتذكر فايبهاف قائلاً: "لعبة الكريكيت لم تكن شائعة للغاية في بيهار في تلك الفترة. بالكاد كان هناك 20 إلى 25 شخصًا يلعبون". ورغم أنه كان يمارس الكريكيت في الكثير من الأحيان باستخدام كرة تنس، إلا أن "ديب" كان دائمًا ما يساهم في انتصارات فريقه عندما يشارك في مباريات الكريكيت الجلدية.
بفضل الدعم الذي قدمه له، بدأ "فايبهاف" في رؤية موهبة "ديب" الحقيقية بعد أن شاهدا معًا لاعبي الكريكيت المحترفين. "ذهبنا إلى عاصمة ولاية جامشيدبور، حيث كان هناك لاعبو رانجي وIPL. عندما شاهدتهم في الملعب، أدركت أن "ديب" كان أسرع وأفضل منهم"، يتذكر فايبهاف.
بعد أن أثار إعجاب المدربين هناك، أخبروه أن "ديب" يمتلك المقومات المطلوبة للعب في أي مستوى — إذا عمل بجد. ومع ذلك، كان القدر يحمل له مفاجآت غير سعيدة.
في عام 2015، واجه "ديب" مآسي شخصية عندما توفي والده، تلاه وفاة شقيقه الأكبر بعد ستة أشهر. وكان هذا الحدث الكارثي بمثابة صدمة للأسر، ما أدى إلى توقف "ديب" عن ممارسة لعبة الكريكيت لفترة طويلة.
يقول فايبهاف: "كان على والد ديب العمل في الزراعة لتأمين لقمة العيش بعد توفير بعض المدخرات، كما حصلت والدته على نصف راتب زوجها المتوفي، مما ساعد الأسرة في تجاوز تلك الفترة العصيبة".
حتى بعد الابتعاد عن اللعبة لمدة تقارب الثلاث سنوات، لم يفقد "ديب" شغفه بلعبة الكريكيت. وعازمًا على تحقيق أحلامه، قرر الانتقال إلى ولاية البنغال للبحث عن فرص جديدة.
يتحدث فايبهاف عن هذه الخطوة قائلاً: "قادنا والدي إلى البنغال، حيث قمنا باستئجار شقة. حاولت مرارًا إقناع الأندية بأن تمنح "ديب" فرصة، لكنهم كانوا يسخرون مني".
رغم الصعوبات، لم يستسلم فايبهاف. فقد طلب مرارًا من أحد المدربين النظر إلى "ديب"، ونجح أخيرًا في إقناعهم عندما رأوه يلعب.
قصة "ديب" تعكس روح العزيمة والإصرار رغم التحديات الكبيرة التي واجهها. إن مسيرته في عالم الكريكيت تلهم الكثيرين، وتعتبر مثالاً على أن الأحلام يمكن أن تتحقق إذا ما توافرت الإرادة والعمل الجاد. ومع استمرار مسيرته، يبقى المتابعون متلهفين لرؤية إنجازاته القادمة في هذا المجال.
