رغم خيبة الأمل التي عاشها العام الماضي عندما خسر دراجه الهولندي بفارق أربع ثوانٍ في بطولة الدراجات النسائية الكبرى، إلا أن ديمي فولنغ يظهر عزيمة قوية في التعامل مع نتائجه. وفي حين أن تلك الخسارة كانت قريبة للغاية، إلا أن فولنغ يشعر بقلق أكبر يتجاوز نتائج السباقات الفردية: عدم المساواة في الجوائز المالية بين الدراجات النسائية والرجالية.
يعاني راكبو الدراجات النسائية بشكل عام من انسداد في العوائد المادية مقارنة مع نظرائهم الذكور. وعلى سبيل المثال، وفي سباق ميلان سانريمو الربيعي، أثار فولنغ تساؤلات حول الفجوة في الجوائز، حيث حصلت النساء على 11% فقط من قيمة الجوائز المخصصة للرجال. وأكد أن هذه الأرقام "مخيبة للآمال" وأن هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به.
وليس الوضع أفضل في جولة فرنسا، إذ يحصل الفائز من الرجال على 500,000 يورو، بينما لا تتجاوز جوائز النساء 50,000 يورو، مما يثير تساؤلات مشروعة حول العدالة في توزيع الجوائز. وعند استفساره حول هذا الموضوع، أوضحت ماريون روسي أن الفروقات في الجوائز تظل قضية مستمرة منذ بدء ظهور جولة النساء.
شاهد الاختلافات تتفاقم أيضاً في الرواتب، حيث يمكن لراكبي الدراجات الرجال كسب مبالغ تفوق بكثير ما يحصل عليه نظراؤهم من النساء. ووفقاً لتقارير، فإن كبار الدراجين الذكور يحصلون على رواتب استثنائية، تصل إلى 8.2 مليون يورو، في حين أن المرأة مثل فولنغ ورائعة أخرى بالكاد تصل رواتبهن إلى 900,000 يورو.
تتضمن الجولة النسائية من جولة فرنسا تسعة أيام فقط، وهو أقل بكثير من 21 يوماً كما هو الحال في جولة الرجال، مما يمثل انتقاداً كبيراً للعديد من المراقبين. ورغم ذلك، ترى روسي أن التقدم موجود، والأمور تتحسن في كل عام.
وأوضح الاستطلاعات أن الاهتمام بجولة فرنسا للنساء ينمو، مع توقعات بوداع جمهور كبير، حيث بلغت نسبة المشاهدة قبل نهاية السباق العام الماضي إلى 3.5 مليون مشاهد. كما تزداد الطلبات من المدن لتستضيف أحداثاً لكلا السباقين رجالاً ونساءً معاً، مما يعكس تقدمًا ملحوظًا في رياضة النساء.
الفجوة بين الرواتب لركوب الدراجات النسائية والرجالية تغلق ببطء، حيث تم إدخال حد أدنى للرواتب تصل إلى 38,000 يورو للراكبين في الدوري الأعلى. ومع ذلك، لا يزال هذا أقل من الحد الأدنى لرواتب الرجال. تؤكد روسي على أنه بالرغم من التحديات، "علينا أن نستمر في القتال" لتحقيق المساواة في رياضة الدراجات.
ينبغي على الجميع التأكيد على أهمية المساواة في الجوائز والموارد بين الرياضيين الرجال والنساء. فعلى الرغم من التقدم الذي تم إحرازه، إلا أن الدرب ما زال طويلاً لتحقيق العدالة في رياضة الدراجات. ويتطلب الأمر جهوداً مستمرة وتعاون من جميع الأطراف لنقل رياضة النساء إلى مرحلة جديدة من النجاح والاستدامة.