تواصل الإمارات سعيها الحثيث لترسيخ مكانتها الريادية في عالم كرة القدم المصغرة على الصعيد العربي، حيث تم الإعلان عن توليها رئاسة الاتحاد العربي للعبة اعتباراً من مايو 2025، بعد تشكيله الرسمي الأول. يمثل هذا التطور علامة فارقة في تاريخ الرياضة المتميزة، ويعكس التزام الإمارات نحو تطوير اللعبة وتعزيز شعبيتها.
في خطوة تعكس الثقة الكبيرة من قبل الاتحادات العربية في قدرات الإمارات، تم اختيار الدولة لاستضافة المقر الرئيسي للاتحاد العربي، إضافة إلى تنظيم النسخة الأولى من البطولة العربية المقررة عام 2026. هذه الأمور تُظهر الدور المتزايد للإمارات كمركز قيادي في تطوير كرة القدم المصغرة، وتتطلع إلى تحويلها إلى رياضة أسرع انتشاراً على المستوى العربي والدولي.
تأتي جهود الإمارات لتعزيز هذا الدور من خلال إعلان "اتحاد الإمارات للجميع" عن إطلاق مسابقتي الدوري والكأس للموسم المقبل 2025-2026. يمثل هذا الإعلان جزءاً من استراتيجية وطنية متكاملة تهدف إلى تقديم نموذج رياضي عربي متميز، يركز على نشر اللعبة وتطويرها من خلال تنظيم مسابقات نوعية وتأهيل كوادر فنية وإدارية.
يأتي هذا التصعيد في ظل النمو الملحوظ الذي تشهده كرة القدم المصغرة عالمياً، حيث تشير بيانات الاتحاد الدولي إلى ممارسة اللعبة حالياً في 144 دولة. ومن المثير للاهتمام أن ما بين 70% إلى 75% من دول العالم تمتلك اتحادات وطنية معترفاً بها. هذه الإحصائيات تعكس الزخم المتزايد للعبة وتوقعات بزيادة عدد الدول المشاركة في السنوات القادمة.
تُقام بطولة العالم لكرة القدم المصغرة كل عامين، بمشاركة منتخب من مختلف القارات، حيث يتكون كل فريق من ستة لاعبين. يُلعب على أرضيات أصغر من ملاعب كرة القدم التقليدية، مما يتطلب تعديل أساليب اللعب والتكتيك. كما يتم استخدام العشب الاصطناعي وشبكة علوية لمنع خروج الكرة، مما يعزز من الإثارة والتشويق في المباريات.
تأتي هذه الجهود الإماراتية في إطار استراتيجية متكاملة تهدف إلى تعزيز مكانة الدولة كمنصة رياضية إقليمية. مع الرؤية المستقبلية الموضوعة، تسعى الإمارات إلى الدفع بكرة القدم المصغرة نحو آفاق جديدة، مما يعكس التزامها الدائم بتنمية الرياضة وتطويرها على الساحة العربية والدولية. إن الفرص المواتية والمبادرات المتخذة تشير إلى مستقبل مشرق لهذه الرياضة في الإمارات.
