أثارت التسويات المالية المتعلقة بكريستيان هورنر، المدير السابق لفريق ريد بُل، جدلاً واسعًا، حيث تم نشر أرقام مختلفة عن قيمة هذه التسويات. إذ قدمت تقارير صحفية رقم 60 مليون يورو كتسوية مؤكدة من قبل مصادر موثوقة، بينما أفادت تقارير أخرى أن القيمة تصل إلى 92 مليون يورو، في حين ذكرت بعض المواقع المتخصصة أن الرقم قد يصل إلى 100 مليون دولار.
على الرغم من تداول هذه الأرقام، يبقى عدم اليقين حول القيمة النهائية للتسوية، حيث يعتقد أنه لا يوجد سوى ريد بُل وهورنر ومحاميهما على دراية بالوثائق الرسمية التي تحتوي على التفاصيل المالية. ومع تمرير الوقت، من الممكن أن يظهر المزيد من المعلومات حول هذه القضية.
وفقًا للتقارير، كان راتب هورنر يصل إلى 12 مليون يورو، ويمتد عقده حتى نهاية عام 2030. عقب إقالته من منصبه كمدير للفريق في 9 يوليو من العام الجاري، فإن التسوية المالية البالغة 60 مليون يورو تعكس بشكل أساسي السنوات الخمس المتبقية من عقده.
قد يبدو من غير المعتاد أن يتم دفع راتب كامل لشخص تم الإقالة منه، ولكن هذا الأمر ليس بالغريب في عالم الرياضة. فعادةً ما يتلقى مدراء الفرق الرياضية تسويات مالية كبيرة بعد الإقالة، كما هو الحال مع كثير من مدراء كرة القدم، مثل المدير السابق لأحد الأندية الكبرى في إنجلترا الذي حصل على تعويض كبير بسبب سوء النتائج.
في هذه الحالة، من المتوقع أن يكون هورنر ومحاميه قد جادلوا بأن إقالته لم تكن مبررة وأنه يستحق تعويضًا يفوق راتبه. بينما قد تحاول ريد بُل التأكيد على أن الإقالة كانت مبررة مما قد يستدعي تخفيض قيمة التسوية المالية. ومع ذلك، ربما توجد رغبة في مكافأته على النجاحات التي حققها خلال فترة قيادته.
على الرغم من أن المبلغ المتداول يعد كبيرًا وفقًا لمعايير الشركات الكبرى في أوروبا، إلا أنه يثير تساؤلات حول السياسات المالية في عالم الأعمال. حيث يتنبأ البعض أن دفع رواتب بمثل هذه الأرقام الكبيرة يمكن أن يؤثر سلبًا على بيئة العمل، ويدعو لمزيد من الشفافية.
للإشارة، يبدو أن راتب هورنر سيضعه في المراتب العليا وفقًا لمؤشرات القطاع في المملكة المتحدة، لكن ريد بُل تظل شركة خاصة ذات طبيعة مميزة. عند النظر إلى السياقات الأمريكية، فإن الأرقام المتعلقة بالتعويضات تتفاوت بشكل كبير، حيث يتلقى العديد من المديرين التنفيذيين حزمًا دَفْعٍ قد تصل إلى مئات الملايين.
على سبيل المثال، تلقى أحد المديرين التنفيذيين في مجال التكنولوجيا حزمة خروج بلغت 926 مليون دولار، في حين أن مؤسس أحد المشاريع المشتركة حصل على 445 مليون دولار في عام سابق. هذه الأرقام توضح مدى تباين التعويضات ولا تعكس السياق ذاته بين الشركات.
تتوجه الأنظار إلى التسوية المالية التي تمثل علامة بارزة في مسيرة كريستيان هورنر، حيث تبقى الأرقام متباينة والجدل قائم حول المسوغات المالية للتعويض. مع مرور الوقت، من المحتمل أن تنكشف مزيد من الحقائق، ما يعيد تشكيل الفهم حول التعويضات في عالم الأعمال والرياضة.
