تُعَد العقد الماضي في ليستر سيتي رعشة من الانتصارات والمآسي. بدأ كل شيء بحصول الفريق على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز بشكل غير متوقع في عام 2016، حيث أثار هذا الإنجاز العظيم مشاعر الفخر لدى جماهير النادي.
لم يمضِ وقت طويل على احتفال الجماهير بهذا الإنجاز حتى واجه النادي أكبر مأساة في تاريخه، حيث تُوفي المؤسس والرئيس السابق فيشاي سريفادانابرابا مع أربعة أشخاص آخرين في حادث تحطم مروحية خارج الملعب في عام 2018. أثرت هذه الحادثة بشكل عميق على جميع أفراد المجتمع الرياضي في المدينة.
الآن، وفي موسم يُحتفى فيه بذكرى مرور عشر سنوات على تلك اللحظة التاريخية التي ساهم فيها فيشاي بشكل كبير، يجد ليستر نفسه مجبرًا على مواجهة واقع مرير بعد الهبوط إلى الدرجة الثانية في إنجلترا للمرة الثانية في ثلاثة مواسم. يكتنف هذا الهبوط غموضًا وتهديدات بعقوبات محتملة تتعلق بمخالفات مالية في صفقات التحويل خلال السنوات الماضية.
تعبر كيت بلاكيمور، أحد مشجعي النادي، عن مشاعر مختلطة لدى الجماهير، حيث قالت: "لقد كانت مجموعة من العواطف. عشنا مآسي مع وفاة فيشاي، وفي نفس الوقت تجربة انتصارات لم نكن نتخيلها مثل الفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي والدوري الإنجليزي الممتاز." هذه التصريحات تعكس حالة العدّاء بين الفخر والخيبة الذي يشعر به محبو الفريق.
كما تشير كيت إلى أن الشعور الحالي يُظهر نوعًا من عدم الاستقرار في إدارة النادي. فقد واجه ليستر تحديات عديدة منذ انطلاق هذا العقد، مما يطرح تساؤلات عن مستقبله في كرة القدم الإنجليزية. كانت هناك آمال كبيرة بعد الانتصارات، لكن الآن يبدو أن الفريق يواجه فترة من الركود.
نهج البنك الاستثماري في الإنفاق على الفريق كان له تأثير مباشر على المستوى العام. يشير بعض النقاد إلى أن الفشل في توقيع صفقات جديدة خلال موسم الانتقالات الأخير قد يكون أوضح مؤشرات نهاية حقبة ذهبية للفريق. غادر جيمي فاردي، أحد أبرز مهاجمي النادي، دون أي تعزيزات ملحوظة، مما يزيد من الضغوط على الفريق ليتجاوز هذه الفترة الصعبة.
تشكّل الأحداث الأخيرة وضعًا صعبًا لمستقبل ليستر سيتي. يجب على النادي أن يتخذ خطوات جادة لإعادة بناء الفريق وتعزيز موقفهم في موسم قادم مليء بالتحديات. بمرور الوقت، قد يتطلب العودة إلى دوري الأضواء إعادة تقييم شاملة لرؤية النادي وإستراتيجيته.
إن وضع ليستر سيتي اليوم يُعتبر مزيجًا من الفخر بالأيام الخوالي وقلق بشأن المستقبل. مع الذكريات المميزة والإجراءات اللازمة للمضي قدمًا، يأمل النادي في استعادة مجده السابق في أقرب وقت ممكن، ولكن هذا يتطلب جهودًا جماعية من جميع الأطراف المعنية. بدأت رحلة جديدة، ولكنها تظل مشوبة بالتحديات التي تتطلب الحذر والإصرار.
