مشجعو كرة القدم الإيطالية المتطرفون عالقون في شبكة من الجرائم والتطرف
التقاطعات بين كرة القدم والجريمة المنظمة في إيطاليا
تواجه كرة القدم الإيطالية تحديات خطيرة بسبب وجود روابط متضاربة بين بعض أندية كرة القدم والجريمة المنظمة. إذ تمثل مجموعات المشجعين المتعصبين، الذين يُعرفون بـ”الألتراس”، عنصراً حيوياً في هذه البيئة. بحسب المدعي العام الأعلى لمكافحة المافيا في إيطاليا، يقوم زعماء الجريمة، من بينهم منظمات مثل “ندرانجيتا”، باستغلال مشاعر الولاء القوي والتعصب المفرط لدى مشجعي كرة القدم للسيطرة على الأندية الصغيرة. يجري ذلك في العديد من المدن الإيطالية، بهدف تحقيق مكاسب مالية ضخمة.
الألتراس وتورطهم مع منظمات الجريمة
كشفت تحقيقات المدعين العامين في ميلانو، التي أجريت بالتعاون مع المكتب الوطني لمكافحة المافيا، عن علاقة وثيقة بين جماعات الألتراس لأندية مثل إنتر ميلان وإيه سي ميلان ومنظمات الجريمة. تضمنت أنشطة الألتراس عمليات إحتيال كتذكرة المباريات ومضاربة تجارية، حيث تستهدف هذه الجماعات فعاليات مثل أسواق الطعام والمشروبات في المناطق المحيطة بملعب سان سيرو. في سبتمبر، أسفرت تلك التحقيقات عن اعتقال 19 فرداً من الألتراس، في خطوة تعكس اتساع نطاق الجريمة المنظمة داخل أروقة كرة القدم.
وهناك دلائل تشير إلى أن الأمور تتجاوز مجرد التلاعب في سوق التذاكر؛ حيث ارتبطت الجرائم المرتبطة بالمافيا أيضًا بعمليات تهريب المخدرات التي تشمل أشهر لاعبي كرة القدم. ترتبط تلك الأنشطة بأبعاد عميقة تضع الأندية في وضعيات صعبة نوعاً ما.
التواصل مع السلطات وتحركات الأندية
في وقت لاحق، أكدت إدارة إنتر ميلان وميلان، المملوكتيّن لمستثمرين أمريكيين، أنهما ملتزمتان بالتعاون مع السلطات. فقد أعرب رئيس إنتر، جوزيبي ماروتا، عن ضرورة التصرف بصورة مسؤولة، وأفاد بأن الأندية تعيش ضغوطاً مشابهة لتلك التي تعاني منها المجتمعات التي تعيش فيها. وعلى صعيد آخر، أكد نادي ميلان أنه يسلم جميع الوثائق المطلوبة إلى السلطات لفهم الأمور بصورة أفضل.
السلطة العسكرية والتعصب في المدرجات
تعكس الأبحاث البيئية في ملاعب كرة القدم الإيطالية كيف أن الألتراس يمكنهم تشكيل بيئات شبه عسكرية في بعض الأحيان. لقد تطور هذا الخط في الإبداع الثقافي العاطفي على مر السنين، مع ممارسة الألتراس تبني روح جماعية قوية. ومع ذلك، كانت هناك أيضًا حالات اعتداء عنيف بين تلك الجماعات مما يشير إلى أن التوترات السياسية والاجتماعية لعبت دورًا كبيرًا في هذا السياق.
علاوة على ذلك، يؤكد الخبراء أن هؤلاء الألتراس يستغلون بأعداد كبيرة التأثيرات الرياضية المتزايدة لتعزيز سياقات سلطوية لتجنب العواقب القانونية. الأمر الذي يؤكد الحاجة إلى تحقيق إضافي لمعالجة جرائم العنف داخل وخارج الملاعب.
العنف وتأثيره على الكرة الإيطالية
العنف الذي يظهر في المشجعين لا يؤثر فقط على الأندية، بل يمتد أيضًا إلى اللاعبين والمدربين الذين قد يواجهون تهديدات حقيقية من قبل قادة الألتراس. يشير المدعي العام ميليلو إلى أن هؤلاء يظهرون استعدادًا لتدمير مستقبل الرياضيين من خلال الضغط على اتخاذ قرارات قاسية مبنية على العنف والترهيب.
قد يكون من الصعب تفهم كيفية تأثير التهديدات العنيفة على جودة اللعبة والتنافس بين الأندية، ولكن حالة تطور الأعمال والممارسات السلبي تؤكد على ضرورة التصدي لهذا الإشكال دورياً. إذ تبرز مثل هذه الحوادث أهمية بقاء السلطات المدنية والجماهير الصادقة خارج إطار الفوضى والفوضوية.
التركيز على التوعية والتثقيف
في محاولة لتحسين الوضع القائم، يمكن أن تلعب التوعية دوراً محورياً في تغيير سلوك الألتراس والجماهير العادية. ينبغي أن تتبنى الأندية والمديرون أساليب تعليمية تستند إلى قيم الإيجابية والتفاعل الاجتماعي السليم والتسامح. هذه القيم يجب أن تُعزز كجزء لا يتجزأ من ثقافة كرة القدم الإيطالية لتحقيق بيئة آمنة وإيجابية لجميع المعنيين.
تعد تلك الجهود أملاً حقيقياً في مواجهة الميل المتواصل للجريمة المنظمة في كرة القدم، وتجنب ما يمكن أن يؤدي إلى إساءة استخدام الروح الرياضية.
للمزيد من المعلومات حول التأثير السلبي للجريمة على الرياضة، يمكن الاطلاع على المزيد من الأبحاث في مصادر أكاديمية أو تقارير ذات صلة هنا، وأيضًا دراسات حول العنف في الرياضة في سياقات أخرى يمكن العثور عليها هنا.
تعليقات الزوار ( 0 )