بينما سطع نجم بطولة يورو 2025 الصيف الماضي بحضور قياسي وتجربة سلسة، عانت كوبا أمريكا النسائية من مشكلات مقارنةً بذلك. حققت البطولة الأوروبية نجاحاً ملحوظاً بتتويج إنجلترا باللقب، بينما عانت كوبا أمريكا النسائية في الإكوادور من انتقادات حادة في ما يتعلق بتنظيمها وحضورها الضعيف ومستوى التحكيم.
مع اقتراب النهائي المرتقب بين البرازيل وكولومبيا، ألقت التقارير الضوء على افتقار التنظيم في البطولة، حيث تم انتقاد عدم كفاءة الإدارة واحتواء الملعب على عدد محدود من المشجعين. شهدت البطولة ظاهرة مؤسفة تتمثل في قلة الحضور الجماهيري، مما يثير القلق بشأن المستقبل.
تستعد البرازيل لاستضافة كأس العالم 2027، وكانت هناك آمال كبيرة في أن تعمل اتحاد كرة القدم في أمريكا الجنوبية (كونميبول) على تحسين مستوى البطولة النسائية، خاصةً بعد المشكلات التي شهدتها كوبا ليبرتادوريس النسائية في باراجواي. يحتاج تطوير اللعبة في القارة إلى خطوات جادة لمواجهة هذه التحديات وأيضاً من أجل دعم كرة القدم النسائية.
أبدت لاعبة كرة القدم البرازيلية الأسطورية مارتا، والتي فازت بجائزة الفيفا لأفضل لاعبة في العالم ست مرات، انتقادها للأوضاع السائدة، حيث تم منع الفرق من الاحماء في الملعب، واضطروا للقيام بذلك في منطقة محصورة بدلاً من الملعب. تميز تعبيرها عن عدم الرضا بالقول إنها "حزينة من هذه الظروف".
تداولت وسائل التواصل الاجتماعي صوراً تظهر اللاعبين من كلا فريقين يستعدون جنبًا إلى جنب في منطقة ضيقة قبل المباراة الحاسمة. جاء هذا الترتيب نتيجة للحاجة إلى حماية الملعب، الذي استضاف مباراتين في يوم واحد خلال مرحلة المجموعات، مما أدى إلى تفاقم الصورة العامة للبطولة.
عكست لاعبة مانشستر سيتي البرازيلية كيرولين الشعور العام عندما قارنَت بين كوبا أمريكا النسائية ويورو 2025، حيث كتبت على حسابها في وسائل التواصل الاجتماعي: "بينما يكسرون الأرقام القياسية في أوروبا، نحن نعيش في غرفة مساحتها 20 متراً مربعاً، ورائحة الطلاء تفوح في الأجواء".
تستمر كرة القدم النسائية في مواجهة تحديات كبيرة تتطلب تحسينات فعلية على جميع الأصعدة. وعلى الرغم من النجاح الذي تحقق في البطولات الأوروبية، فإن كوبا أمريكا النسائية تثير القلق والنقد، مما يستدعي العمل الجاد لتطوير اللعبة في المستقبل. يتطلع الجميع إلى كأس العالم 2027 كفرصة لتصحيح المسار ورفع مستوى كرة القدم النسائية في أمريكا الجنوبية.
