صرّح رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم سمير شاود، يوم الثلاثاء، برفضه الفكرة المتمثلة في ارتداء المنتخب الوطني لللون الأحمر، الذي يرتبط بالحزب اليساري الحاكم، خلال كأس العالم 2026. يأتي هذا التصريح في وقت تشهد فيه البلاد استحقاقات انتخابية حساسة، حيث تنطلق الانتخابات بعد أشهر قليلة من البطولة، مما أثار استهجانًا كبيرًا بين الجماهير والمحللين على حد سواء.
ظهر الجدل في أبريل الماضي، بعد تسريب صحفي أشار إلى أن المنتخب الوطني سيستخدم القميص الأحمر كخياره الثاني في نهائيات كأس العالم، التي ستحتضنها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. يُعتبر الأحمر لون حزب العمال الذي يقوده الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، وهو ما أثار قلق بعض الجماهير والمعارضين الذين يعتبرون أن ارتداء هذا اللون قد يُستخدم كسلاح سياسي في إطار الحملة الانتخابية.
توالت ردود الفعل بعد تصريحات رئيس الاتحاد، حيث أعرب البعض عن ترحيبهم برفض اقتراح ارتداء القميص الأحمر، مؤكدين أن الشأن الرياضي يجب أن يبقى بعيدًا عن السياسة. في المقابل، كان هناك من اعتبر أن القرار يُظهر قوة تأثير السياسة على الرياضة، خصوصاً في ظل الظروف الحالية.
لطالما كانت هناك علاقة معقدة بين السياسة والرياضة في البرازيل، حيث يتداخل حب الجماهير لكرة القدم مع القضايا السياسية والاجتماعية. استخدم العديد من السياسيين بين مختلف الأطراف الرياضة كأداة لتعزيز قاعدتهم الجماهيرية، وهو ما يفسر ردود الفعل المتباينة حول اقتراح ارتداء القميص الأحمر في مونديال 2026.
ينظر المنتخب الوطني الآن إلى ما بعد الجدل، حيث يتعين عليه التركيز على التحضيرات النهائية لنهائيات كأس العالم. يُعتبر هذا الحدث فرصة تاريخية للبرازيل لاستعادة أمجادها الكروية بعد الفشل في البطولة السابقة. ومع اقتراب العد التنازلي للمونديال، يحتاج الفريق إلى دعم كبير من جماهيره، بغض النظر عن الألوان التي سيتم ارتداؤها.
بينما يميل أنصار الرئيس اليميني السابق جايير بولسونارو إلى الاعتماد على الألوان التقليدية للبرازيل، وهي الأخضر والأصفر، يتوقع الكثيرون أن يؤدي الحماس الجماهيري لدعم الفريق في عالم كرة القدم إلى تجاوز الأمور السياسية. يُؤكد المحللون أن نجاح المنتخب في المونديال سيكون له تأثير كبير على الهوية الرياضية والسياسية في البلاد.
تُظهر الأحداث الأخيرة كيف يمكن أن تؤثر السياسة على الرياضة في البرازيل، حيث يعود الجدل حول ارتداء منتخب السامبا اللون الأحمر لتحديات أكبر مما يُعتقد. يتطلع الجميع إلى التركيز على الأداء في كأس العالم المقبلة، حيث يأمل الجماهير في أن يحقق المنتخب الوطنية النجاح ويعيد توحيد الآمال والطموحات على المستوى الرياضي.